كم من غني جائع وكم من فقير قانع، سنحكي في قصة اليوم عن ولد من عائلة ثرية، وكانت نقوده تسبّب له الغرور، واتهام كل من حوله بالتسوّل والحاجة، وعندما تعرّض لضياع نقوده وأعادها له الطفل الأمين، ظنّ أنّه متسوّل بسبب غروره، ولكنّه تفاجأ أن هذا الطفل على رغم بساطته إلّا أنّه قنوع، ورفض أن يأخذ المكافأة منه.
قصة حاتم والطفل الأمين
حاتم ولد في الصف الخامس من عائلة ثرية جدّاً؛ حيث كان والد حاتم يعطيه الكثير من النقود عندما يذهب للمدرسة كل يوم، ويشتري حاتم الكثير من الأشياء التي يتمنّاها ويحلم بها، وفي يوم من الأيام بينما كان حاتم في المدرسة إذ رنّ جرس الفرصة، وكان موعد تناول الطعام؛ فذهب حاتم ليشتري بمصروفه ما لذ وطاب من الطعام والشراب.
ذهب حاتم ليشتري وبينما هو يسير إذ سمع صوت أحد الأطفال ينادي عليه بصوت عالي، ظنّ حاتم أن هذا طفل فقير ويريد طلب المال منه؛ فهو قد تعرّض لكثير من هذه المواقف المشابهة، صار حاتم يسير بسرعة ويقول في نفسه: يا إلهي إلى متى سيظلّ الأطفال الفقراء يلاحقونني ويطلبون مني المال.
ظلّ حاتم يسير بسرعة والطفل يركض ورائه إلى أن اقترب منه وأمسك بيديه، في ذلك الوقت غضب حاتم كثيراً ونظر للطفل وصرخ بوجهه قائلاً: ماذا تريد مني أيّها المتسوّل! نظر الطفل لحاتم وعينيه مليئة بالحزن والدموع ممّا قاله له حاتم، ثم قال له بصوت منخفض: أنا لست متسوّلاً أنا فقط أريد أن أعطيك هذه المحفظة التي وقعت منك وأنت تمشي بسرعة.
تعجّب حاتم من هذا الطفل الصغير، ثم بدأ يبحث عن محفظة نقوده فلم يجدها، في ذلك الوقت علم حاتم أنّه قد ظلم هذا الطفل الصغير، وأخفض رأسه إلى الأسفل من شدّة الخجل، وقرّر أن يكافئ هذا الطفل لأمانته، فطلب منه أن ينتظر وأخرج مبلغاً صغيراً من المال وناوله للطفل كتعبير له عن تقديره لأمانته، ولكن الطفل رفض أن يأخذ هذا المبلغ ونظر لحاتم بكل حدّة وقال له: أنا لا أنتظر منك ثمن أمانتي.
في ذلك الوقت شعر حاتم بالندم أكثر وأكثر، وشعر أن هذا الطفل لقّنه درساً لن يسناه بسبب غروره بامتلاكه المال، وأن المال لا يساوي أي شيء مقابل الأخلاق الحميدة.