قصة حارس التنانين

اقرأ في هذا المقال


هنالك الكثير من الملوك اللذين كانوا يحبّون أن يصنعوا من أنفسهم أساطير خالدة، سنحكي في قصة اليوم عن ملك كان يسعى لأن يلقّب بملك التنانين، وكان لهذا الملك ابنة فضولية واستطاعت بواسطة بحثها أن تعرف سر والدها الذي كان يقوم بقتل التنانين، وعندما علمت الأميرة بذلك طلبت من والدها أن يعتني بالتنانين بدلاً من قتلها، ولهذا صار الملك يلقّب بحارس التنانين.

قصة حارس التنانين

في إحدى القصور يسكن ملك عظيم وكان له لقب يعرفه شعبه والناس جميعاً وهو (قاتل التنانين)؛ حيث كان الملك هذا يوم بقتل تنين في كل سنة، وكان يسكن في القصر مع الملك ابنته الأميرة سدين، كانت الأميرة سدين فضولية وذكية بنفس الوقت، وكانت تشعر بأنّ والدها يخفي عنها أمراً في القصر، وكان للأميرة صديق اسمه ريان.

قامت الأميرة سدين في يوم من الأيام باستدعاء صديقها ريان وطلبت منه أن يعاونها في كشف السر الذي يخفيه عنها أبيها الملك، وكان الملك يضع خلف الباب الكبير صندوقاً كبيراً، وكانت هي تريد أن تفتح الصندوق لتعلم ماذا يخفي بداخله والدها، طلبت من صديقها ريان مراقبة البوابّة، للتأكّد من عدم مرور أي حارس من حراس الملك منها.

عندما تأكّد ريان من عدم وجود أي شخص أشار للأميرة لفتح الصندوق، وعندما قامت بفتحه تفاجأت بوجود صخرة كبرة لونها أخضر، قامت الأميرة سدين بحمل البيضة بكلتا يديها، وقالت في نفسها: لماذا يخفي والدي الملك صخرة كهذه في صندوقه! وفجأةً سمعت الأميرة صوت أقدام والدها الملك وكأنّه قادم إلى البوابة، طلبت من صديقها ريان أن يختبئ بالخزانة، وأخفت الصخرة.

عندما وجدها أبيها الملك غضب كثيراً وقال لها: ماذا تفعلين هنا يا سدين؟ قالت له: لا أفعل أي شيء يا والدي لقد كنت أستكشف المكان فقط كما أحب أن أفعل دائماً، نظر لها والدها الملك وقال لها: ولكن هذه البوابة الكبيرة هي حد لا يجوز لك الاقتراب منه، وليس عليكِ اكتشاف كل شيء، أنا أفعل ذلك لأقوم بحمايتك.

قالت له الأميرة سدين: انا فقط أرغب معرفة ماذا يخفي قاتل التنانين هنا، لا أظنّ ان خلف هذه البوابة الكبيرة يوجد أي تنين، عندما قالت الأميرة سدين كلمة تنين، شعر والدها الملك بالتوتّر والقلق، وظهر فجأةً من خلف النافذة خيال لتنين ضخم، ذهب الملك وحارسه وبدأوا بمقاتلة هذا التنين، واستمرت المعركة لعدّة ساعات واستطاع الملك بذلك الوقت القضاء على التنين وقتله.

شعرت الأميرة سدين في ذلك الوقت بالخوف من هذا التنين، وفي اليوم التالي جاء ريان صديق الأميرة وسألها ماذا فعلت مع والدها فقالت له: لقد قام والدي بقتل أحد التنانين الموجودة خلف نافذة القصر، واحتفظ بجثتّه ليستعرض به أمام الناس، وسألها صديقها عن الصخرة الخضراء فقالت له: سوف أضعها في غرفتي وأظلّ أحتفظ بها؛ حتى أكتشف سرّها الغامض.

وفي يوم من الأيام تكسّرت هذه الصخرة التي كانت تخفيها الأميرة بغرفتها، وخرج منها مخلوق له حراشيف وذيل طويل، علمت الأميرة سدين وقتها أن هذه لم تكن صخرة، بل كانت بيضة تنين، قامت باستدعاء صديقها ريان لتريه هذه البيضة، فطلب منها صديقها أن تحترس وتخبر والدها الملك عنها.

رفضت الأميرة سدين أن تخبر والدها عن هذه البيضة، ونوت أن تظل تحتفظ بها في غرفتها حتى تكبر، وأخفت أمرها عن الجميع، وكانت تطلب من صديقها ريان أن يظلّ يحضر لها اللحم لإطعام التنين الصغير، كبر التنين حتى صار يزأر بصوت عالي.

وفي يوم من الأيام شعر التنين بالجوع أصدر صوت زئير عالي، في ذلك الوقت سمع الملك هذا الصوت وأسرع لغرفة ابنته وتفاجأ من وجود التنين في غرفتها، وعندما رأى التنين الملك طار من النافذة، غضب الملك من ابنته وقال لها: لماذا تحتفظين بهذا التنين في غرفتك؟ قالت له الأميرة سدين: لقد كانت بيضة وجدتها في الصندوق الذي تخفيه، ونويت ان أعتني بها، ولكن لماذا تحتفظ بهذا البيض في صندوقك يا أبي؟ قال لها والدها الملك: أنا صنعت لنفسي لقب ملك التنانين، ويجب علي أن أحتفظ بهذا اللقب؛ لذلك أنا أحتفظ بهذا البيض حتى أستطيع قتل تنين في كل سنة.

نظرت له ابنته الأميرة سدين وقالت: ولكن يا أبي لا ذنب للتنانين الصغار أن تقتلها لهذا السبب، يجب عليك أن تطلق سراحها، قال لها والدها الملك: لا يمكنني فعل ذلك؛ فأنا يجب أن أحتفظ بلقبي، ولكن ابنته الأميرة ظلّت مصمّمة على رأيها، وطلبت من والدها أن يعتني بهذه التنانين بدلاً من قتلها.

وبدأ الملك يعتني بهذه التنانين، واكتشف مع الوقت أنّها مخلوقات لطيفة وطيبة، وليست كما كان يظنّ، ومنذ هذه اللحظة غيّر الملك لقبة من (قاتل التنانين) إلى لقب (حارس التنانين).


شارك المقالة: