هنالك الكثير من التجارب التي تحدث معنا في حياتنا والتي بدورها تعرّفنا على الكثير من الحقائق، سنحكي في قصة اليوم عن عدّة تجارب حدثت مع حبات البازيلاء والعبرة منها أن جميعنا مختلفون، بالإضافة إلى أنّه يجب أن نتعلّم أن نحمد الله على كل حال.
قصة حبات البازيلاء الخضراء
في إحدى المزارع وبين أشجار البازيلاء، تعيش خمس حبّات من البازيلاء الخضراء في كيس بازيلاء واحد، كل حبة من هؤلاء الحبات كانت تختلف عن غيرها، ولكنّهم يعيشون المكان ذاته، تنام حبات البازيلاء في النهار، أمّا في الليل فتبدأ بالرقص على أنغام القمر الجميلة، فأحياناً يعزف القمر ألحانه الجميلة، وأحياناً يقرع الطبول.
وبما أن كل حبة من هؤلاء الحبات الخمس تختلف عن الأخرى؛ فقد كان لكل حبة منهنّ ردّة فعل مختلفة على كل شيء، فعلى سبيل المثال عندما يعزف القمر ألحانه الجميلة، كانت الحبّات الأربع يفرحن بتلك الألحان، بينما الحبة الخامسة كانت على العكس منهنّ؛ فهي كانت تحب الهدوء ولا تحب الإزعاج.
صارت الحبات الخمس مع مرور الوقت يشعرن بالانزعاج من وجودهنّ بالكيس ذاته، ويطمحن بالخروج، وجاء يوم من الأيام وتم فتح الكيس وخرجت الحبّات الخمس من الكيس، وشعرن بالفرحة الكبيرة عندما شاهدن أشعة الشمس الجميلة، وخرجن من الكيس وكنّ يشعرن بالفرحة الكبيرة لرؤيتهنّ العالم الخارجي للمرّة الأولى.
في تلك الأثناء جاء أحد الأولاد الصغار، وأخذ حبات البازيلاء الخمس وقام بوضعهن بمقلاة صغيرة، وصار يحرّك بالمقلاة ويمرح، صارت حبات البازيلاء يصرخن ويطلبن الاستغاثة والنجدة من الآخرين، ولكن دون جدوى، فوقعت حبات البازيلاء على الأرض وكان من بينهن حبة البازيلاء الصغيرة التي وقعت على طرف إحدى النوافذ.
وبينما كانت حبة البازيلاء تقف على إحدى النوافذ، إذ سمعت صوت فتاة صغيرة ترقد على السرير وتبكي بسبب المرض، فقالت لها حبة البازيلاء: لا تبكي أيّتها الفتاة، واحمدي ربّك أنّكِ لستِ حبة بازيلاء، شعرت الفتاة بالاستغراب وقالت: هل تتحدّث حبة البازيلاء، قالت لها: نعم أنا حبة البازيلاء وسأرقص على ألحان القمر وأساعدكِ أن تنسي مرضكِ، وأنا اعدك إن أن استطعت أن أنمو في الأرض وأصبح نبتة فسوف تشفين من مرضك.
في اليوم التالي استيقظت الفتاة من النوم، وكانت تظنّ بأنّها كانت تحلم، ولكنّها عندما نظرت من شبّاك غرفتها شاهدت نبتة البازيلاء، فنادت على أمّها وقالت لها: سوف أشفى من مرضي يا أمّي بسبب نبتة البازيلاء هذه، فرحت الأم وشكرت حبّة البازيلاء على معروفها الجميل وزرعها التفاؤل في قلب ابنتها الصغيرة.
