قصة حديقة الملك

اقرأ في هذا المقال


الطبيعة من أجمل ما خلق الله، ويجب علينا أن نتعامل مع المظاهر الطبيعية بطريقة صحيحة، سنحكي في قصة اليوم عن ملك كان يحب الحدائق كثيراً، ولكن بسبب جهله وإهماله قام بفعل شيء خاطئ، أدّى إلى هروب الحيوانات منها، ولكن جاء أحد الشبّان الأذكياء وأخبره عن سبب هروب الحيوانات، وأخبره ما هو سرّ بقاء الحديقة بمظهرها الرائع.

قصة حديقة الملك

كان هنالك ملك يعيش في قصر كبير وضخم، ولدى هذا القصر حديقة بارعة الجمال يعيش بها أنواع هائلة من الحيوانات، ولديها الأشجار والأعشاب الخضراء، والأزهار المتألّقة الألوان والمناظر التي تجذب الناظر إليها؛ لذلك كانت تلك الحديقة أشبه بالجنّة التي يتمنّى أي شخص الدخول إليها، ولكن كان هنالك شيء ما لا يعجب الملك في تلك الحديقة، وهي وجود آثار لأشجار ضخمة منذ مئات السنين.

تلك الآثار كانت عبارة عن أوراق وغصون لونها أصفر وذابلة، ومن شدّة انزعاج الملك منها أمر بقطع تلك الشجرة واستبدالها بأي شيء آخر، واقترح أن يتم بناء نوافير للماء في مكان هذه الشجرة، وبالفعل نفّذ الجنود أمر الملك وتخلّصوا من الشجرة واستبدلوها بسلسة من نوافير الماء الجميلة المنظر.

كان هنالك ملك آخر يزور قصر هذا الملك ويأتي له من بلد آخر، ورأى الحديقة ونافورة الماء فيها وأنواع الحيوانات المختلفة، فاقترب في مرة من المرّات من الملك وهمس في أذنه قائلاً: أيّها الملك الحكيم هل تسمح لي أن أقول لك شيئاً، هذه الحديقة جميلة ولكنّها ليست حقيقيّة ولا يوجد بها الكثير من الحيوانات والطيور.

لم يحسب الملك أمر الحيوانات؛ فهي تحب الأشجار والأعشاب الخضراء، ولكن الملك عندما قام بقطع تلك الشجرة واستبدلها بنافورة الماء بدأت الحيوانات تهرب من الحديقة ولم يبق منها إلا القليل، عندما سمع الملك رأي الملك الآخر قرّر أن يستشير الخبراء في هذا الأمر، ويعرف ما هو سبب هروب الحيوانات من الحديقة، وعرض على من يتوصل للسبب الحقيقي مكافأة مغرية.

وعلى الرغم من المكافأة المغرية التي عرضها الملك، لكنّه لم يحصل على السبب الحقيقي لذلك، بل كانت آراء المستشارين عبارة عن آراء غير نطقية والأغلب منها كان ليس سوى أكاذيب، بعد مدّة من الوقت تقدّم أحد الشبّان للملك وقال له: هل تسمح لي أيّها الملك أن أعطيك السبب الحقيقي لهروب الحيوانات، وأساعدك على استعادة روعة حديقتك؟ تحمّس الملك لهذا الشاب وقال له: تفضّل أخبرني أيّها الشاب.

نظر الشاب للملك وقال: السبب في هروب الحيوانات من الحديقة هو عم وجود فضلات لحضرتكم وبعض الحشرات، ضحك الحاضرين كلّهم على كلام هذا الشاب وحتّى الجنود قاموا بتجهيز أنفسهم للقبض عليه، لكن الملك أمر بإيقافهم وصمّم على سماع ما يريد الشاب أن يقول وقال له: هيا أريد سماع أكاذيبك؛ فأنا لم أسمع أكاذيباً من هذا القبيل.

بدأ يشرح له الشاب تفسير قوله وقال: يا أيّها الملك إن الحيوانات تأكل الطيور والطيور تتغذّى على الديدان، وهي تتغذّى من الأزهار، وهذه الديدان لا تنمو إلّا من بقايا الأشجار الميتة، بالإضافة إلى أن فضلات الطيور شرط لنموّ النباتات التي تتغذّى عليها الحيوانات أيضاً.

قاطع الملك الشاب في حديثه وقال له: هل يمكنك أن تخبرني كيف عرفت كل ذلك على الرغم من صغر سنّك؟ قال له الشاب: لقد كان والدي يقوم بقطع الأشجار القديمة، وأنا كنت أضعها في حديقتي، وعندما وضعتها في الحديقة نمت النباتات والزهور وكانت تزداد الطيور والحيوانات فيها، فرح الملك بكلام هذا الشاب وقال له: حسناً يبدو أن رأيك هو الرأي الصواب، أنا أعدك بأنّك ستصبح من الأغنياء، وأريد أن أطلب منك أن تقوم بإعادة الحياة لحديقة قصري كما فعلت مع حديقة منزلك، اطلب ما تريد من الرجال وسأوفّر لك ما تطلب.

نظر له الشاب وقال له بحزن: ولكن يؤسفني أيّها الملك أن أخبرك بأن هذا الأمر يستغرق سنوات طويلة لكي تستعيد الحديقة حياتها، وربّما لن تراها كما كانت من قبل، شعر الملك بالحزن وندم على قطعه لتلك الأشجار القديمة التي كانت في حديقة قصره، ومن شدّة حبّه للحدائق قرّر أن يأمر رجاله ببناء قصر بجانب حديقة هذا الشاب؛ ليظلّ يستمتع بمناظر الطبيعة، وكلّف مجموعة من الرجال بذلك واستطاعوا بناء القصر في مدّة قياسية، وتعلّم الملك أن لا يهمل الحدائق ولا يقوم بقطع الأشجار مرّةً أخرى.


شارك المقالة: