من الأشياء الجميلة التي يجب علينا أن نزرعها في نفوس أطفالنا منذ صغرهم هي حب العطاء، وإدخال الفرحة والسرور على الضعفاء والمحتاجين، هذا ما فعله سالم الذي كان يدخّر النقود ليوم العيد، وأخبر والدته بنيّته لمساعدة جاره اليتيم، وكانت أمّه فخورة بابنها وبما فعل مع جاره، وعمّت الفرحة لدى الجميع.
قصة حذاء العيد
في يوم من أيام شهر رمضان المبارك جاء سالم وسأل أمّه: كم يوم تبقّى للعيد يا أمي؟ نظرت أمّه له وضحكت وقالت: لماذا تسأل هذا السؤال يا سالم؟ هل تريد أن يشتري لك والد ملابس العيد؟ قال لها سالم: كلّا يا أمّي ليس هذا ما أفكّر به، نظرت له أمّه مرّةً أخرى وقالت: إذاً أنت تفكّر في صلة الرحم وزيارة الأقارب، وهذا شيء جميل، ولكن ردّ عليها سالم: كلّا يا أمّي؛ أنا أريد منك أن تأتي معي لغرفتي.
أخذ سالم أمّه من يدها إلى غرفته، وسارت معه وهي تتساءل في نفسها ماذا يريد منها ابنها سالم، وعندما دخل سالم غرفته أخرج من مكان ما حصالة النقود التي يمتلكها، ونظر لأمّه وقال لها: هيا يا أمي سأعدّ هذه النقود أنا وأنتِ، وعندما انتهى سالم من العد قال لأمّه: هل تعلمين ماذا سأشتري بتلك النقود؟ قالت له: لقد عرفت، أنت تريد شراء حذاء جديد لنفسك في العيد، قال لها سالم: نعم يا أمّي، ولكن هذا الحذاء ليس لنفسي بل هو لجارنا اليتيم باسم.
لم تتمالك الأم نفسها من فرحتها بعطف ابنها الصغير على جاره اليتيم، واحتضنه وقالت له: كم أنا فخورة بك يا بني، هكذا يجب أن نكون، نعطف على الصغار والضعفاء، وما فائدة العيد إن لم نشارك الآخرين الفرحة الكبيرة بأيّامه، وظلّ سالم ينتظر قدوم العيد حتى جاء يوم العيد، وفي صبيحة هذا اليوم قام سالم بوضع الحذاء لجاره باسم في علبة، وأحضر معه كذلك علبة صغيرة مملوءة بالحلويات، وذهب لجاره وأعطاها له.
شعر سالم يومها بفرحة كبيرة، لما أدخله من سرور على قلب جاره ليتيم هذا، وعمّت الفرحة في كل العائلة.