قصة حصة الحارس

اقرأ في هذا المقال


الطمّاع شخص يريد كل شيء لنفسه ولو كان لك على حساب غيره، سنحكي في قصة اليوم عن حارس يعمل لدى رجل كريم، استغلّ رجل مسكين يريد الحصول على مكافأة ليعطيه نصفها، ولكن هذا الرجل كان ذكياً واستطاع أن يلقّن الحارس الطماع درساً لن ينساه عن الطمع والاستغلال.

قصة حصة الحارس

في إحدى المدن البعيدة يعيش رجل كريم وطيب القلب واسمه عابد، كان هذا الرجل سخي النفس ويحب البذل والعطاء، ومساعدة أي فقير أو محتاج، وله العديد من المواقف التي كان يقف بها إلى جانب كل محتاج؛ حيث يجده الناس دائماً بجوار كل شخص يطلب منه المساعدة، لذلك حظي عابد بمحبة كبيرة ممّن حوله.

كان عابد رجل متزوج منذ عشر سنوات، ولكن زوجته لم تنجب له الأولاد طوال تلك المدّة، ولكن بعد طول انتظار وحرمان رزقه الله بمولود فرح به كثيراً؛ فقد جاءه هذا المولود بعد انتظار كبير، قرّر عابد أن يقيم حفلاً كبيراً بأرجاء المدينة لشدّة فرحته بمولوده الجديد.

قام عابد بدعوة عدد كبير من الطهاة، وطلب منهم أن يعدّوا أكثر من مئة صنف من أصناف الطعام اللذيذة، وأن يقوم الطهاة بعد طهي الطعام بتوزيعها على جميع سكّان المدينة وخاصّةً القرويين، بدأ الطهاة بشراء عدّة الطعام وقاموا بشراء العديد من الأصناف المختلفة من الطعام من فاكهة وخضروات ولحوم، ولكن الصنف الوحيد الذي لم يستطيعوا أن يجدوه هو الأسماك.

لم يكن هذا الأمر يعجب الرجل الكريم؛ فهو كان يريد أن يقوم الطهاة بطهي جميع الأصناف، طلب من الطهاة أن يبحثوا عن الأسماك لكي تحتوي مائدة الطعام الكبيرة على جميع الأصناف المختلفة، ولكن الطهاة بحثوا عن الأسماك في كل مكان ولم يستطع أي منهم أن يجد أي نوع من الأسماك.

لهذا السبب قام عابد بإعلان مكافأة لجميع سكان المدينة لمن يستطيع إيجاد الأسماك وإحضارها، ذاع خبر تلك المكافأة في جميع أرجاء المدينة وسمع بها جميع النّاس، بدأ الناس يتصارعون ويجتهدون في البحث عن تلك الأسماك من أجل نيل المكافأة، مضت عدّة أيّام ولكن لم ينجح أحد في إيجاد أي نوع من السمك.

كان هنالك رجل كبير اجتهد كثيراً واستطاع بعد جهد كبير الحصول على سمكة كبيرة، فرح هذا الرجل بتلك السمكة وذهب مسرعاً إلى منزل هذا الرجل ليريه تلك السمكة، وعندما وصل المنزل كان يقف على الباب حارس، وعندما وصل الرجل وأخبر الحارس بحصوله على السمكة وأنّه جاء للحصول على المكافأة، ولكن الحارس عندما علم أنّ هذا الرجل يريد المكافأة منعه من الدخول.

عندما رأى الرجل رفض الحارس إدخاله؛ فكّر بأن يغريه بشيء ما فقال له: أيّها الحارس إن أدخلتني إلى منزل هذا الرجل أنا أعدك أن أعطيك نصف المكافأة التي سأنالها، عندما سمع الحارس بتلك المكافأة سمح للرجل بالدخول، عندما دخل الرجل ومعه السمكة الكبيرة فرح بها الرجل الكريم وأمر الطهاة مباشرةً بإعدادها ووضعها مع أصناف الطعام المختلفة.

نظر الرجل الكريم عابد إلى الرجل الذي أحضر السمكة الكبير وهو بقمّة سعادته، قال له: الآن تستطيع أن تطلب أي مكافأة تريد أخبرني هل تريد عملات من ذهب؟ أم تريد منزلاً كبيراً أم ماذا؟ رد عليه الرجل: أريد منك طلباً واحداً فقط، قال له الرجل: وماذا تريد؟ أنا أعدك أن ان أنفّذ طلبك مهما كان.

قال له الرجل: أريد منك أن تجلدني مئة جلدة على ظهري، اندهش عابد من كلام هذا الرجل، وتفاجأ جميع الموجودين بكلامه، وظنّ الجميع أن هذا الرجل يقول دعابة فقط، ولكن الرجل ظلّ مصرّاً على كلامه وطلبه من الرجل الكريم وقال له: أريد منك مائة جلدة بالتمام والكمال.

لم يملك الرجل الكريم إلّا أن ينفّذ طلب هذا الرجل كما وعده، وسرعان ما قام بالنداء على الجلاد ليباشر عمله مع هذا الرجل، عند ذلك استأذن الرجل الكبير الجلّاد وطلب منه أن يحضر الحارس، تفاجأ عابد من طلب الرجل وسأله ما علاقة الحارس بهذا الكلام، فأخبره ما دار بينهم من كلام وأنّه قد وعده بنصف المكافأة إن سمح له بالدخول.

فهم الرجل الكريم عابد مغزى هذا الرجل من كلامه، وفهم أن هذا الحارس الطمّاع قد استغلّ مكانه لابتزاز الناس وأنّه رجل سيء الأخلاق، فأمر بإحضاره وقال له: أنت شريك هذا الرجل بالمكافأة ولك أن تأخذ خمسين جلدة، عندما سمع الحارس بذلك ندم على فعلته، أمّا الرجل فقد حصل على مئة عملة ذهبية كمكافأة له على إحضار السمكة، وبذلك لقّن هذا الرجل أهل المدينة درساً عن الطمع.


شارك المقالة: