قصة حكايات الجدة

اقرأ في هذا المقال


من أكثر ما يحبّه الأطفال هو سماع القصص من الأجداد وخاصةً حكايات الجدة، سنحكي في قصة اليوم عن حكاية من حكايات الجدة التي ترويها لأحفادها كل يوم، ولكن قصة اليوم حزينة فهي تتناول ماضي القرية عندما كان الأعداء يعيشون فيها.

قصة حكايات الجدة

سالم وسارة أخوان يحبّان سماع الحكايات من جدتهم العزيزة كل يوم، وذات مساء ذهب سالم برفقة سارة إلى منزل الجدة لسماع حكاية من حكاياتها، قالت لهم الجدة: اليوم سوف أحكي لكم قصة الجيش الذي مرّ بجانب منزلي، ففي يوم من الأيام كنا أنا وجدكم نجلس باب المنزل؛ فمرّ صف من صفوف  الجيش وكان جدّكم يبكي.

عندما سألته عن سبب بكائه قال: كنت أتمنّى لو أنّني لا زلت جنديّاً في هذا الجيش، وأقوم بالثأر للألم الذي يشعرون به الجنود، والذي سببّه لهم الأعداء، سأل سالم: وهل كانوا الأعداء يعيشون معكم يا جدّتي؟ قالت الجدة: نعم لقد كانوا يعيشون معنا، ولم تكن ديارنا آمنة، بل كانوا متواجدين في كل مكان، ودائماً ما كانت المناوشات تشتعل بينهم وبين جنود جيشنا.

أكملت الجدة قولها: لقد كان الحزن يخيّم على أبناء قريتنا، وعلى جميع الناس أيضاً، حيث لم يكن الأمان كافياً للأطفال فيلعبون في النهار أحياناً، وعندما تبدأ الشمس بالغروب يعودون إلى منازلهم بسرعة؛ خوفاً من أن يصيبهم عيار ناري أو أن يأتي العدو ويقوم بطردهم.

كان يظهر الحزن على عيون الجدة وقد بدأت تمتلىء بالدموع أثناء حديثها؛ فسألتها سارة: وكم مضى وقت حتى استطاع جيشنا أن يقوم بإخراج العدو يا جدتي؟ قالت لها الجدة: لقد كانت فترة احتلالهم لبلادنا طويلة، ربمّا أربعين سنة أو أكثر، وعلى الرغم من طول الفترة إلّا أن الحياة لم تعد لتلك القرية والبلاد بأجمعها إلّا عندما تحرّرت من وجودهم.

في ذلك الوقت كان جدّكم قد مات، ولم يحقّق أمنيته في أن يعيش حتى يرى هؤلاء الأعداء قد خرجوا من ديارنا وأرضتا. شكر سالم وسارة الجدة على حكايتها الرائعة، واعتذروا منها إذ أنّهم جعلوها تروي لهم حكاية من الحكايات المؤلمة، ووعدتهم أن تروي لهم حكاية أخرى في المرة القادمة


شارك المقالة: