قصة الفيل الحزين

اقرأ في هذا المقال


في كل شيء خلقه الله حكمة مخفية، ولا يستطيع الجميع معرفتها إلّا في وقتها، سنحكي في قصة اليوم عن الفيل الحزين، الذي كان يستاء بسبب كبر حجمه وثقل وزنه، وكانت الحيوانات تخبره بأنّ هذا له حكمة ما، ولم يكن يقتنع بكلامهم إلّا عندما تعرّضت الحيوانات للخطر في يوم ما، ولم يستطع منهم أن ينقذها سوى الفيل، في ذلك الوقت أدرك ما هي الحكمة من خلق الله تعالى له بهذا الحجم.

قصة الفيل الحزين

في إحدى الغابات تسكن الحيوانات جميعها بسعادة، فتأكل وتلعب وتقفز وتنام، كان هنالك حيوان وحيد في تلك الغابة لا يشعر بالسعادة، ويقضي أغلب أوقاته بالجلوس والحزن وهو الفيل فيلون، كان فيلون دائماً يجلس وحيداً ولا يفعل أي شيء، وعندما كان أصدقاؤه الحيوانات ينادونه للعب يذهب ويلعب معهم لوقت قليل، ومن ثم يشعر بالتعب ويعود ليجلس وحيداً مع حزنه.

وفي يوم من الأيام اقتربت العصفورة من هذا الفيل وقالت له: مرحباً يا صديقي فيلون، أخبرني لماذا تجلس وحيداً وحزيناً هكذا؟ قال لها الفيل: أنا حيوان عديم الفائدة؛ فلا ألعب ولا أستطيع أن أسلّي أي أحد لأنّ وزني ثقيل وأنا قليل الحركة، لا أفعل سوى الأكل والشرب، استغربت العصفورة من حديث فيلون وقالت له: لماذا تقول هذا يا صديقي؛ فأنت حيوان لطيف ونحن نحبّ نلعب معك، ولا بد أن لله في خلقه حكمة، قال لها فيلون: ولكنّني أعلم أنّني كبير الحجم ولا يحب أحد أن يلعب معي، كما أنّني أشعر بالتعب بسرعة.

طارت العصفورة وتركت الفيل حزيناً، ولم تكن تعلم ماذا ستفعل من أجل أن تخرجه من حزنه هذا، وفي يوم من الأيام حدث شيء غريب في الغابة هطل مطر غزير في الغابة؛ فذهبت جميع الحيوانات واختبأت داخل المغارة لتحتمي من البرد والمطر، ولكن لشدّة الرياح في هذا اليوم تحرّكت الصخور وقامت بسدّ المغارة تماماً.

حبست الحيوانات داخل المغارة، ولم يستطع منهم أن يقوم بإزاحة صخرة واحدة، شعرت الحيوانات بالخوف وصارت تصرخ وتستنجد، فقام فيلون واستغلّ فرصة حجمه الثقيل بإزاحة الصخور، واستطاع بفضل حجمه أن يقوم بإزاحة الصخور كلّها، وخرجت جميع الحيوانات من المغارة بسلام.

فرحت الحيوانات بخروجها من المغارة، وشكروا الفيل فيلون كثيراً، وكان هو فخوراً بنفسه، اقتربت منه العصفورة وقالت له: ألم أخبرك بأنّ لله في خلقه حكمة، فرح الفيل وخرج من دائرة حزنه الدائم، وصار صديقاً لكل الحيوانات ويلعب معها كل يوم.


شارك المقالة: