يجب الأطفال سماع قصص الخيال، سنحكي في قصة اليوم عن أميرة فائقة الجمال تسكن جزيرة نائية، وكانت دائماً تحلم بالأمير الذي سيحارب لأجلها، حدثت معها عدّة مغامرات، حتّى التقت أخيراً بالأمير الذي تحلم به، وحارب من أجلها وتزوّجها وعاش معها بسعادة.
قصة حلم الأميرة هيلين
في إحدى الجزر البعيدة النائية تسكن أميرة جميلة واسمها الأميرة هيلين، كانت قصة سكن الأميرة هيلين في هذه الجزيرة مجهولة من قبل الناس حولها، ولم يكن أحد يعلم ما هي الظروف التي دفعت هذه الأميرة الحسناء أن تسكن في جزيرة نائية لوحدها، أو أين عائلتها أو أي أحد يعرفها، ولكنّها نشأت وترعرعت في تلك الجزيرة، وكان معها أيضاً مجموعة من الفتيات الجميلات اللاتي يقمن بخدمتها فقط.
مع مرور الوقت تنبّه بعض الأشخاص الغرباء بوجود هذه الأميرة في الجزيرة؛ وبدأوا يتوافدون على هذه الجزيرة واحداً تلو الآخر، وصار البعض يقومون ببناء بيوت لهم هناك وصاروا من سكّانها، أمّا الأميرة فاختارت أن تسكن في قصر من الرخام الأبيض، تقدّم لخطبة الأميرة هيلين الكثير من الشبّان، ولكنّ جوابها كان الرفض دائماً؛ بل وإنّها كانت تقول: أنا لا أرغب بان أكون زوجة لأي أحد، بل فقط لمن أحلم به، والزواج لن يكون بالقّوة.
كانت الأميرة هيلين تمتلك قدرة بصرية خارقة؛ حيث كانت تعاقب من يحاول إجبارها على الزواج منها من خلال التحديق به حتّى يتحوّل إلى قطعة جليد هو وكل من يرافقه من حرّاس، وكانت الجزيرة مقسومة إلى عالمين وهما العالم العلوي والسفلي، كان يسكن في العالم السفلي رجل شرير واسمه كيم، قرّر كيم في يوم من الأيام أن يقوم بزيارة العالم العلوي وهو الذي تسكن به الأميرة هيلين.
شاهد كيم هذه الجزيرة الخضراء في العالم العلوي، ولفت نظره قصر الرخام الأبيض الذي تسكنه الفتيات الجميلات، ومعهنّ الأميرة فائقة الجمال هيلين وهي تجلس وسطهنّ، أعجب بها الرجل الشرير كيم؛ حيث أنّه تعرّف وأحضر الكثير من الإمبراطوريات ولكنّه لم ير أميرة بجمالها.
وفي يوم من الأيام بينما كان كيم ينظر للأميرة هيلين إذ رآها نائمة. بدت الأميرة هيلين وهي نائمة كالملاك البريء، أو كالطفل الذي ينام من شدة تعبه، كانت هيلين دائماً تحلم بالأمير الذي يمتطي حصاناً ويحمل بيديه صولجاناً ويرتدي درعاً، ويأتي لخطبتها وعندما تراه تقع في حبّه ويتملّك قلبها ويحارب من أجلها حتّى تحبّه أكثر من كل شيء.
قرّر كيم الشرير أن يحظى بتلك الأميرة الحسناء، وكان يمتلك قدرة نادرة من نوعها وهي أنّه يضرب بقدميه على الأرض ثلاث مرّات، ويستطيع بذلك أن يصل لأي مكان يريد، وبالفعل ضرب كيم بقدمه على الأرض ثلاث مرّات حتّى وصل عند قصر الرخام الأبيض، وعندما رأته الأميرة بدأت بمحاربته وجهّزت جيشها لمواجهته، حارب كيم جيش الأميرة بشراسة، ولكنّه هاجمهم ونفث عليهم من سمومه حتى قضى عليهم جميعاً.
قام جيش كيم الشرير بخطف الأميرة، ولكنّها استخدمت معهم سلاحها الأخير وهو النظرة الخارقة التي نظرتها له ولجنوده حتّى تحوّلوا إلى جماد، سرعان ما هربت الأميرة ووصيفاتها من قبضة كيم، ولكنّه عندما استيقظ هو وجنوده أصرّ على اللحاق بها؛ فأمر جنوده بمحاصرة الجزيرة بجدران من فولاذ، وأمر تنين كبير لديه اثني عشر رأس بحراسة الجزيرة.
ظلّت الأميرة هيلين حبيسة قصرها وكيم الشرير بانتظارها أن تستلم، وفي مرّة من المرّات حلست هيلين بجانب النافذة وسألت الرياح: يا أيّتها الرياح أين هو الأمير الذي سينقذني؟ فردّت عليها الرياح: عليكِ أن تسألي الشمس، وعندما استيقظت في اليوم التالي سألت الشمس عن أميرها فردّت عليها: لا تقلقي إن الأمير الذي تحلمين به يجهّز جنوده وسيأتي لإنقاذك من كيم الشرير.
كان الأمير سيمون قد سمع عن محاصرة كيم الشرير لأميرة حسناء ليس لها مثيل، فقرّر أن ينقذها ولكنّ الشمس أخبرته أن يستعين بالساحرة، التي أخبرته عن الطريقة التي سيستخدمها لمواجهة كيم الشرير، وقالت له: هنالك باب بجانيه حصان وهو في الشرق، ستجد بجانيه صولجان، قم بإمساكه وعليك أن تأمره أن يضرب وسوف يستجيب لهذا الأمر.
ذهب الأمير سيمون ووجد الحصان والصولجان، ركب الحصان وانطلق إلى حيث تسكن الأميرة هيلين، وكانت الساحرة قد أعطت للأمير سيمون بيضة وأخبرته بأنّه إذا قام بكسرها فسوف يموت كيم الشرير، ولكن بشرط أن يتم كسرها داخل القصر، فذهب الأمير وكان أول ما قابله هو التنين، أمر صولجانه فضربه حتّى مات، ثم أمر صولجانه بضرب الشرير وجنوده ففعل ومات الجنود.
دخل الأمير سيمون القصر وبدا للأميرة هيلين كما كانت تحلم به، يركب الحصان ويمسك بيده صولجان ويحارب من أجلها، وعندما رأى الأمرة هيلين لم يصدّق عينيه من شدّة جمالها، قام بكسر البيضة ومات كيم الشرير للأبد، وتزوّج الأمير سيمون من الأميرة هيلين وعاش معها في القصر بسعادة أبدية.