كل شخص لديه حلم معيّن يريد تحقيقه، ولكن علينا أن نعلم بأنّ الأحلام تحتاج إلى العمل، وليس التفكير والتخيّل فقط، هذا ما حدث مع سارة بائعة الحليب التي كان لديها حلم دائماً تفكّر به، وعلى الرغم من نصيحة جدتها لها بعدم التفكير والعمل بدلاً منه، إلّا أن هذا التفكير المتواصل تسبّب لها بخسارة كبيرة.
قصة حلم سارة
سارة فتاة طيبة وطموحة وودودة تسكن مع جدّتها بالقرية، لدى سارة بقرتان تقوم برعايتهما والاعتناء بهما؛ حيث كانت تنظّفهما دائماً، اعتادت سارة أن تحلب البقر، وتقوم بحمل الإناء على رأسها وتذهب به إلى المدينة لبيعه ثم تعود، كانت جدّة سارة تحبّها كثيراً، وتعلم بأن حلمها أن تصبح ثريّة يوماً ما.
كانت أحلامها هذه تتسبّب لها أحياناً بالوقوع في مشاكل؛ فتجلس وتسرح لساعات طويلة وتغفل عن أبقارها، وكانت جدّتها تقول لها دائماً: إن أردتِ أن تصبحي ثرية يجب عليكِ العمل، وليس فقط الحلم فهو لن يكفي دون عمل، وفي مرّة من المرّات التي كانت سارة تستعد للنزول إلى المدينة لبيع الحليب كما في كل يوم، أخبرتها الجدّة بأنّها لا حاجة بها أن تنزل إلى المدينة هذا اليوم؛ لأن هنالك حفل زفاف في القرية المجاورة، وكان أصحاب حفل الزفاف قد طلبوا من الجدّة وعاء من الحليب وقالوا لها أنّهم سيدفعون ضعف ثمنه.
كان سيحضر هذا الحفل أناس مهمّون، عندما سمعت سارة عن هذا الحفل الكبير؛ قرّرت أن تذهب لإرسال وعاء الحليب بنفسها وقالت: سأري كل الناس في حفل الزفاف أن الحلوى التي سيأكلونها هي من حليبنا الطازج، نظرت لها الجدّة وقالت: يا ابنتي لا تبني قصوراً في الهواء، واحذري أن يقع منكِ الوعاء، فإن لم يصل بالموعد المحدّد فلن يدفعوا لنا ثمنه.
بينما كانت سارة تسير بين الأعشاب والزهور إذ شعرت بأنّها تريد الراحة فجلست تحت شجرة من الأشجار، لم تهتم سارة لما وصّته بها جدّتها بعدم التأخّر عن موعد تسليم إناء الحليب، بدأت سارة تحلم وتفكّر كعادتها، وصارت تتخيّل بأنّها قد باعت هذا الإناء بسعر كبير، ثم بدأت تتخيّل بأنّها اشترت الكثير من الدجاج والدجاج أنتج البيض، ثم تخيّلت أنّها قامت بشراء عربية لبيع البيض.
بينما كانت سارة تفكّر وتسرح وتمشي إذ شعرت بأن الإناء أصبح ثقيلاً، ولم تعد سارة تحتمل الإمساك به؛ فوقع منها على الأرض وسال الحليب كلّه، شعرت سارة بالندم لعدم اكتراثها لما قالته لها جدّتها، وتذكّرت مقولة جدتها الشهيرة: لا تبني قصوراً في الهواء.