قصة حلم ليا

اقرأ في هذا المقال


لا يشعر الشخص بالنعمة التي يملكها إلّا بعد فقدانها، هذا ما حدث مع ليا التي طلبت من جدتها في الحلم أن ترسلها للعيش بالمدينة؛ فهي كانت لا تحب حياة القرية، ولكن عندما قامت بالتجربة وشاهدت الصخب والازدحام أدركت النعمة التي يفتقدها أهل المدينة، وعادت تفضّل حياة القرية على حياة المدن.

قصة حلم ليا

ليا فتاة صغيرة تبلغ من العمر سبعة أعوام، تعيش في منزل ذو إطلالة جميلة؛ فهو يقع بمنتصف الجبل ومن حوله الجبال المليئة بالثلوج في الشتاء، تعيش ليا مع أمها وأبيها وأخيها الأكبر، وفي الصيف تجد ليا منظراً طبيعيّاً خلّاباً؛ فوالدها كان قد زرع النباتات والأشجار الكثيرة حول منزله.

على الرغم من تلك المناظر الجميلة التي تحيط بالمنزل إلّا أن ليا لم تكن سعيدة بها كباقي أفراد عائلتها؛ وذلك لأنّها كانت تحلم دائماً بالعيش في المدينة، وكانت تحب مظاهر العيش في المدن كالشوارع الصاخبة والتحرّك من مكان لآخر ومشاهدة الأفلام والتسوّق والجلوس في المقاهي وغيره أيضاً.

على الرغم من حياة الرفاهية التي تقدّمها المدينة، إلّا أن عائلة ليا غير قادرة على مغادرة القرية؛ فجميع ما يتعلّق بهم مقترن بوجودهم بها، وفي يوم من الأيام وفي وقت الظهيرة شعرت ليا بالنعاس وغلبها النوم، وفي نومها راودها حلم ورأت جدّتها وهي قادمة إليها وتقول: ليا يا عزيزتي أخبريني ماذا تريدين وسوف أحقّق لكِ أمنيتكِ.

قالت ليا لجدتّها في الحلم: أنا أمنيتي الوحيدة أن أنتقل للعيش في المدينة، هل تستطيعين تحقيق تلك الأمنية لي؟ ردّت عليها جدّتها محاولة أن تقنعها بتغيير رأيها فقالت: ولكن يا ابنتي العزيزة في المدينة لن تجدي الفواكه الطازجة والخضروات اللذيذة كما تجدينها في القرية.

تابعت الجدّة قولها في المنام وقالت: كذلك يا عزيزتي فلن تجدين الحيوانات الأليفة التي ستلعبين معها كما في القرية، وستفتقدين إلى الهواء النقي الذي يفرح القلب، كل شيء في القرية جميل والأشجار الخضراء الكثيفة، كل ما فيها يشعركِ بالسلام، هل لا زلتِ تريدين الانتقال للعيش هناك؟ ليا لم تكن مقتنعة كثيراً بما قالته جدّتها وظلّت مصرّة على قولها.

لم ينتهِ حلم ليا بعد فجدّتها وافقت على إرسالها إلى المدينة، ولكن شرط أن تمكث هناك لست ساعات فقط ثم تعود للقرية مرةً أخرى، وافقت ليا على ذلك وطلبت من جدّتها تنفيذ طلبها الوحيد، وجدت ليا نفسها فجأةً تمشي مع صديقاتها في المدينة وسط أجواء الصخب، ثم ذهبت معهم لمشاهدة فلم جميل، وبعد ذلك ذهبت للمقهى وجلست واحتست القهوة وتحدّثت معهن.

شعرت ليا بعد كل ذلك بأن كلام جدّتها كان صحيحاً؛ فعلى الرغم من استمتاعها بأجواء المدينة إلّا أنّها افتقدت الهدوء والسلام كثيراً، شعرت ليا أنّها تريد حيواناً لتلعب معه فلم تجد، ولم تعثر حتّى على شجرة واحدة لتستمتع برؤيتها، كانت حياة المدينة صاخبة وسريعة ومزدحمة، ولم تستطع ليا أن تتكيّف معها بسهولة.

مضت ست ساعات وعادت إلى القرية وشعرت بأنّ كلام جدّتها كان صحيحاً؛ فحياة القرية أجمل بكثير من حياة المدينة، استيقظت ليا على صوت أخيها الأكبر وهو يوقظها للطعام، ذهبت ليا وجلست مع عائلتها وضحكت معهم وكانت سعيدة، وأدركت أن نعمة السلام والهدوء والطبيعة في القرية يفتقدها أهل المدينة، بل وأنّها أصبحت تهتم بالأشجار والحيوانات أكثر وهي سعيدة بذلك.


شارك المقالة: