قصة حمار جحا والشاطر حسن

اقرأ في هذا المقال


قصص جحا من أكثر القصص التي تتناول في طياتها الصفات والأخلاق المذمومة، مثل البخل والحماقة والظلم وغيرها وكان الحمار غالباً ما يكون من شخصيات قصص جحا الرئيسية، وفي هذه القصة يحكي جحا قصته مع حماره والشاطر حسن، والشخصية الرئيسية في القصة هي حمار جحا الذي قاد هذا الولد لتجارة كبيرة.

حمار جحا والشاطر حسن:

كان هنالك تاجراً كبيراً ولدى هذا التاجر ولد يسمّى الشاطر حسن، أتى هذا التاجر بابنه مرة وأخبره بأنّه قرّر أن يقوم بشراء بضاعة بكل ما يملك من نقود، وأنّه يريد السفر بها إلى بلاد السند والهند، وأخبر ابنه أنّه قرّر أن يعتمد عليه وأن يصبح تاجرًا لوحده لأنّه كبر، وقال له في حال تعرضت لأي مشكلة فخذ حمار جحا واركبه واتركه يأخذك إلى المكان الذي يريده هو، وباعتقاد التاجر أن حمار جحا ليس حماراً عادياً بل هو يختلف عن غيره من الحمير ولديه خبرة جيّدة بأمور التجارة، وأوصى ابنه أن لا ينزل عن ظهر الحمار إلّا عندما يقرّر هذا الحمار أن يقف، فسمع هذا الولد كلام أبيه وقرّر أن ينفذه.

بدأ الشاطر حسن بالعمل والاعتماد على نفسه، ولكنّه في يوم من الأيام شعر بالتعب والملل الشديدين فقرّر أن يحاول الاستعانة بحمار جحا، وذهب للحمير وقرّر أن يأخذ حمار جحا كما أخبره والده، وأصبح يريد أن يختبر كلام أبيه، ركب الشاطر حسن حمار جحا وبدأ الحمار يمشي فمر ببلاد وأمصار ومشى لمدة طويلة، بدأ الشاطر حسن يشعر بالملل فالحمار لا يريد الوقوف، وفجأة قرّر هذا الحمار أن يقف ولكنّه وقف بمكان غريب ليس به أي شخص سوى قمة جبل وشجرة نخيل كبيرة تحمل البلح، حزن الشاطر حسن وقال في نفسه: هل يعقل بأن هذا هو المكان الذي نصحني به أبي!.

جلس الشاطر حسن تحت النخلة وهو لا يعرف ماذا سيصنع، وشعر بالجوع فقرّر الصعود للنخلة لكي يقطف منها ثمار البلح ويأكل، وكان الشاطر حسن ماهراً بالتسلّق، وعندما قطف الحبة الأولى سمع صوت شيء يقع من أعلى الجبل، وعندما ذهب لينظر ما هو مصدر الصوت وجد قطعة معدنية من الذهب، فرح كثيراً وقال في نفسه: سأصبح غنياً بهذه القطعة الذهبية، وقرّر أن يكمل قطف البلح ويأخذ هذه القطعة ويمضي، ولكنّه عندما قطف حبة أخرى سمع نفس الصوت مرة أخرى.

وفي كل مرة يقطف حبة من البلح تنزل قطعة نقود ذهبية، فهم الشاطر حسن وقام بقطف البلح كله وحصل على ثروة كبيرة من القطع الذهبية، وأثناء أكله للبلح لاحظ الشاطر حسن أن هذا البلح يزوّده بطاقة كبيرة، فقرّر أن يركب الحمار مرة أخرى ظناً منه أنّ هذا الجبل يخفي كنزاً كبيراً، فركب الحمار وسار، وعندما وصل خلف الجبل لم يجد كنزاً بل وجد مدينة مليئة بالتماثيل تعجّب الشاطر حسن لذلك وقرّر أن يكتشف ما هو سر هذه التماثيل.

وجد الشاطر حسن وهو يسير امرأة تبيع ثمر الحرنكش، وسألها عن هذه التماثيل، فطلبت منه أن تشتري منها لكي تخبره فوافق وقام بإعطائها قطعة ذهبية، فرحت هذه المرأة لذلك وبدأت تخبره القصة وقالت له: هنالك أميرة يتقدم لخطبتها الكثير من الشبّان، وكانت هذه الأميرة تشترط لكل من يتقدّم لخطبتها أن تقوم بمبارزته للقتال، وهي ماهرة جدّاً في القتال، وفي حال انتصرت عليه ستطلب من ساحرتها أن تحولّه لتمثال، وهذه التماثيل هي لشبان انتصرت عليهم الأميرة في القتال، قرّر الشاطر حسن أن يتقدم لخطبة الأميرة فأخبرته بالشرط الذي تشترطه على أي من الشبّان الذين يقومون بالتقدّم لخطبتها، فقال لها إن أنا غلبتك سأتزوجك وأصبح الملك، وإن غلبتني سأصبح تمثال، ذهبت الأميرة وجمعت أهل البلدة بالساحة.

وعندما بدأت المبارزة كسب الشاطر حسن المبارزة وانتصر على الأميرة، ولكن الأميرة أخبرته أن لديها شرطاً آخراً وهو أن يعطيها وزنها ذهباً بعد أن يزنها ويعرف كم ستريد من الذهب، فبدأ بوضع الأميرة على كفّة الميزان ووضع الذهب الذي يمتلكه بكفة أخرى حتّى أنفق كل ما يملك من الذهب، ولكن هذه الأميرة كان ينتابها شك تجاه الشاطر حسن لكونه لا تعرفه وأنّه ليس ابن ملك، لذلك أحضرت له العصير وطلبت من الخادمة أن تضع به قرصاً من المنوم، وعندما شربه استغرق بالنوم وعندما استيقظ وجد نفسه بمكان بعيد أشبه بالصحراء.

حزن لذلك فقد خسر ماله وقوته، وعرف أن الاميرة هي من فعلت ذلك، وفجأة سمع الشاطر حسن صوت حمار جحا وهو ينهق فالتفت له وفرح بأن الحمار كان قد يتبعه، وركبه وبدأ بالسير حتى أعاده الحمار إلى المكان ذاته، وبدأ بأكل البلح وتجميع القطع الذهبية مرة أخرى، وقرّر أن ينتقم من الأميرة وبينما هو يحدّث نفسه سمعه رجل عجوز، ونصحه أن لا يستخدم قوته من أجل الشر وحذّره ان الأميرة من الممكن أن ترميه بالسهام وتقتله، فسأل الشاطر حسن العجوز عن طريقة لينتقم لما حدث له، فأخبره العجوز أن المكر يجب أن يقابل بالمكر والحيلة.

فجمع له العجوز من البرتقال الذي شربه من الأميرة وطلب منه أن يذهب للأميرة ويجعلها تشرب منه، وأخبره العجوز أنّه إذا استطاع ذلك وجعل الأميرة تشرب منه فستصبح أذنها طويلة كأذان الحمار وأنفها سيصبح طويلاً كذلك، ٍوعلاج هذا الشيء البلح الذي يحمله، ذهب الشاطر حسن وطلب من الحرس مقابلة الأميرة وبيعها البرتقال ولكنهم رفضوا، فقرّر الذهاب إلى شباك غرفتها وأصبح يصيح بأعلى صوته ليبيع البرتقال.

غضبت الاميرة ونظرت له مستنكرة كيف أنه يسيء الأدب بجانب قصر الملوك. فأخبرها الشاطر حسن أنه يحمل برتقالاً يختلف عن أي برتقال آخر، وأنّه أتى به من مكان بعيد، ولكنها بقيت غاضبة وأمرت الحرس أن يأخذوا البرتقال منه وأن يأخذوه لمكان بعيد، قرّرت الأميرة أن تعصر من هذا البرتقال وتشرب منه، وعندما شربت منه تفاجأت بأن أذنها وأنفها قد أصبحا بمنظر مخيف وبكيت الأميرة لذلك، وذهبت لوالدها وقام والدها بإحضار جميع الأطبّاء لها ولكن لا أحد يستطيع معالجتها، حتّى ظهر الشاطر حسن وقال لهم أنا طبيب ولدي العلاج.

أخبرها الشاطر حسن أن سبب ما هيه فيه هو ارتكابها لذنب وهو أنّها أخذت أموال ليس لها، وقامت بتحويل الشبان الذين بارزتهم لتماثيل، وطلب منها أن تصلح هذا فوافقت وقالت: أنا أريد فقط أن أعود كما كنت، فقامت بفك السحر عن التماثيل وأعادت الذهب لصاحبه فأعطاها الشاطر حسن البلح، فأكلت البلح وعادت الأميرة كما كانت من قبل، وأخبرها الشاطر حسن أنّها إذا قامت بهذا ثانية ستعود كما كانت، فوعدته أن تتوقف عن أفعالها السيئة، وقالت له أن يجب أن تفي بوعدها وتتزوجه، ولكن الشاطر حسن اشترط عليها أن لا تعود لما كانت عليه من قبل فوافقت وتزوج الشاطر حسن هذه الأميرة وأصبح ملكاً وعاشا بسعادة غامرة.


شارك المقالة: