من أكثر ما يعاني منه الأهل مع الأطفال هو تعليمهم على التأنّي والصبر وعدم الاستعجال، وسنحكي في قصة اليوم عن عائلة سعيدة ترغب في الذهاب لرحلة إلى الشاطئ، فقام الابن الصغير بفعل كاد أن يسبّب الخطر لنفسه، ولكن الأب بحكمته وصلاحه قام بتعليم ابنه على التأني وعدم الاستعجال، والعبرة من القصة هي: في التأني السلامة وفي العجلة الندامة.
قصة حور الجنان:
كان هناك رجل اسمه محمد، كان معروفاً بالصلاح وكثرة أعمال الخير والقول الحسن، ربّ لأسرة مكونة من طفلين صغيرين، كانت زوجة محمد هي ابنة عمه واسمها شادية، أمّا الأولاد فهم الطفلين سناء وكرم، كانت هذه الأسرة ودودة جدّاً وتحب بعضها البعض، دائماً ما يجلسون سوياً وبالأخص على شاطئ البحر.
وفي مرة من المرات قال الأب لأولاده: تعالي يا ابنتي سناء الصغيرة لا تذهبي بعيداً، وأنت يا كرم يجب أن تبقى قريباً وعليك بالحرص على أختك سناء الصغيرة ومراقبتها جيّداً. قالت الأم لزوجها: لا تقلق يا زوجي على الأولاد دعهم يستمتعون ويمرحون، ها نحن نجلس قرباً منهم ونراقبهم، فرد عليها زوجها: ولكن سناء وكرم لا زالوا صغيرين وأنا أخشى عليهم كثيراً.
نظرت له زوجته وبدأت تضحك وتقول: لما كل هذا القلق يا زوجي العزيز فنحن لسنا بعيدين عن صغارنا، نظر لها زوجها مبتسماً وقال: حسناً يا زوجتي العزيزة لقد جعلتني أشعر بالاطمئنان قليلاً. بينما كان الزوجان يتحدّثان مع بعضهما البعض وإذ بابنهما الصغير كرم قد دخل في البحر، وكانت أخته سناء الصغيرة بجانبه فشعرت بالخوف؛ فأسرعت لوالديها وبدأت تتكلّم بكلمات غير مفهومة، في هذه اللحظة التفت الأب وانتبه لابنه كرم الذي كاد أن يغرق في البحر؛ فأسرع لإنقاذه وأنقذه وخرج منها بسلام.
عندما جاء الأب وهو يحمل ابنه كرم كانت الأم تشعر بالذعر، نظر الأب لابنه وقال له بهدوء: لقد فعلت شيئاً خاطئاً يا بني، إن مياه البحر خطيرة جدّاً ويجب عليك أن لا تقترب من البحر كثيراً، فكان من الممكن أن تأخذك مياه البحر لأماكن بعيدة ولا نستطيع إنقاذك لا سمح الله، هل تريد أن يحدث ذلك؟
نظر له ابنه وقال له بحزن: كلا يا أبي فأنا كنت أريد اللعب في البحر فقط ثم أعود للشاطئ، فقال له الأب: عندما تريد اللعب في البحر يا بني في المرة القادمة عليك بإخباري بذلك، وأنا سوف آتي معك؛ فأنا الآن رجل كبير وبإمكاني السباحة أمّا أنت لا زلت صغيراً، وعندما تكبر سوف تصبح ماهراً كأبيك. شعر الابن أنّه كان عجولاً وندم على فعلته، وبهذه اللحظة قرّرت العائلة أن تعود للمنزل لأنّها شعرت بأن المكان ليس آمناً للأطفال.