خلق الله جميع المخلوقات بأشكال وأنواع مختلفة، وكل منها يحب شيئاً معيناً، سنحكي في قصة اليوم عن ولد كان لديه قطة تحب السمك كباقي القطط، وكان لديه حوض من السمك، ومن شدّة خوفه على سمكاته الصغيرة قام بتأنيب القطة التي كانت تحاول أكل السمكات، ولكن عندما قامت أمّه بطهي السمك له، أدرك أنّه يحب السمك كما تحبّه القطط، وأنّه بالغ بالصراخ عليها.
قصة حوض السمك:
كان لدى خالد حوض سمك صغير، وفي يوم من الأيام شاهد خالد القطة وهي تنظر لحوض السمك بتمعّن، تلاحق بنظراتها السمك الملوّن الصغير، وتشاهد الحصى التي تلمع من الداخل، ومن ثم تلتفت لتلك الفقاعات التي تخرج من الأنبوب الموصول بالكهرباء.
كانت هذه القطة قد أحضرها خالد من منزل جدته منذ يومين، وفجأةً شعر خالد أن القطة بدأت تخرج لسانها وتلحس بفمها وكأنّها صنارة للصيد؛ فشعر بالخوف على السمكات من أن تأكلهم هذه القطة، وتذكّر أن القطط تحب أكل السمك، وفكّر ماذا سيفعل لحمايتهم من تلك القطة البيضاء.
شعر خالد بالغضب الشديد وبدأ يصرخ على القطة ويقول: هيا ابتعدي أيتها القطة المشاكسة، لقد كنت مخطئاً بشأن إحضارك إلى هنا، كان يجب علي أن لا أدافع عنكِ لأن جدتي كانت تريد أن تضربك، أنتِ تستحقين الضرب فلقد أفسدتِ كرة الصوف الصفراء لجدتي.
شعرت القطة بالخوف من خالد، وابتعدت فوراً عن الحوض، بينما خالد كان مشغولاً بعد السمكات والاطمئنان عليهم، وحينما كان يعد الأسماك الصغيرة إذ شعر أن هنالك شيئاً ناعماً يلامس قدمه، عندما التفت وجد القطة ترفع ذيلها وكأنّها تريد معرفة سبب غضبه هذا.
حزن خالد لهذه القطة المسكينة، وجلس على الكرسي كي يفكّر ويهدأ؛ فأسرعت القطة لتجلس عنده، وبدأ هو يمسح على جسمها بيديه وقال لها: هل تسمحين لي أن أسألك شيئاً؟ وعندما نظر لها وجدها تحرّك رأسها دلالة على الموافقة؛ فقال لها: هل حقّاً أنتِ تعشقين أكل السمك؟ فشعرت القطة بالخوف وبدأ جسمها يرتجف.
شعر خالد وقتها أن القطة تخطّط لأكل الأسماك؛ فغضب وقال: أيتها القطة اللعينة لقد تأكدّت من نيتك بأكل أسماكي الصغيرة، ألا ترين هذه الأسماك التي تسبح بالماء، منظرها جميل وهي تحافظ على نظافتها دائماً، فهي تلمع كاللآلئ، هل تصدقين أن هذا السمك قد تخلّى عن يديه كي لا يضرب به أحداً، واستبدلها بالزعانف الصغيرة التي تسبح بها، وهل تعلمين أنّها تخلّت عن الأقدام كي لا تزعج أحداً وتتحرّك بذيلها.
بدأت القطة تشعر بالنعاس وأرادت إغماض عينيها فقال لها: افتحي عينيكِ أيتها القطة الكسولة، هل ترين هذه السمكات النشيطات لا تغمض عينيها حتّى عند النوم، بينما خالد كان يتحدّث مع قطته إذ سمع صوت أمّه وهي تناديه وتقول: هيا يا خالد ألا تريد أكل السمك المشوي.
ذهب خالد مسرعاً وبدأ بأكل السمك بكل نهم، وعندها شعر أنّه كان مخطئاً بحق مبالغته بتأنيب القطة ؛ فهي مخلوق يحب السمك كما يحبّه هو.