قصة حيلة الأعمى

اقرأ في هذا المقال


الرضا بقضاء الله وقدره يساعد الشخص أن يتكيّف مع ظروفه في الحياة، هذا ما حدث مع الأعمى الذي قابل رجلاً أعرجاً، وكان كل منهما يريد فعل الشيء ذاته؛ فتعاون كل منهما مع الآخر وكانا يمتلكان الرضا بحياتهما، لهذا السبب جمعهما الله في مكان واحد، وصارا من أعزّ الأصدقاء.

قصة حيلة الأعمى

في إحدى القرى يسكن رجلان واحد منهما كان أعمى، والآخر كان أعرج ويمشي بقدم واحدة، وفي يوم من الأيام حدثت صدفة غريبة وهي أن كلا هذين الرجلين التقيا عند ضفة النهر، وكان كلاهما بحاجة لأن يعبر النهر إلى الجهة المقابلة، كان هؤلاء الرجلين لا يعرفان بعضهما البعض.

فكّر الرجلان فقال الأعمى للأعرج: هل تريد عبور النهر مثلي؟ قال له الأعرج: نعم، فكّر الأعمى قليلاً ثم اتفق مع الأعرج أن يستعين كل منهما بالآخر لعبور ضفّة النهر، قال الأعمى للرجل الاعرج: ما رأيك أن أحملك أنا فوق ظهري، وأكون أنا قدميك التي تساعدك بالعبور، أمّا أنت فستكون عيناي التي لا أبصر بها، إن رأيت أي عائق أو حاجز عليك فقط أن تصرخ وتخبرني به.

قال الأعرج للرجل الأعمى: وهل تظنّ بأنّ تلك الخطة ستوصلنا إلى الجهة المقابل بأمان قال له الأعمى: نعم بإذن الله، حمل الأعمى صديقه الأعرج فوق ظهره وسار به، وبحمد الله وصل كلاهما إلى الضفّة المقابلة بأمان، قال الأعرج للأعمى: لماذا تظنّ بأنّنا استطعنا فعل ذلك؟ قال له الأعمى: أنا أظنّ بأنّ رضانا بالقدر هو من يساعدنا في كل مرة.

نظر الأعرج للأعمى وقال له: وكيف ذلك؟ قال له الأعمى: أنا ولدت من بطن أمّي أعمى، ولكن لم أشكو  في يوم من الأيام، بل دائماً كنت أحمد الله على ذلك، وماذا عنك؟ قال له الأعرج: أنا فقدت ساقي في حادث أليم، وبدأت أتكيّف على أن أمشي بقدم واحدة، ومن ثم استطعت أن أحصل على قدم خشبية، واستطعت أن أتكيّف بالمشي عليها أيضاً. على الأعمى والأعرج أن الله قاداهما لهذا القدر؛ لأنّ كل منهما كان راضياً بقضاء الله وقدره.


شارك المقالة: