الكذب من أبشع الصفات وهو ما يدفع الشخص لإخفاء الحقيقة الأكبر، هذا ما حدث مع أنثى اللقلق التي كانت تريد تجربة خاتم الزواج، ولكن عندما اكتشف الجميع أمرها قامت باختلاق الأكاذيب؛ كي لا يظنّ أحد بأنّها سارقة، وذلك زاد من السوء وتسبّبت بإفساد حفل الزواج كاملاً، وشعرت بالندم لفعلتها.
قصة خاتم الزواج المفقود
في إحدى الغابات تعيش الحيوانات بسلام وأمان، وكان هنالك عائلة الأرانب التي تسكن بجانب البحيرة التي تعيش بها مختلف أنواع الطيور مثل اللقالق وغيرها، وفي يوم من الأيام كان هنالك أنثى طائر اللقلق التي تطير وتحلّق في الهواء، وبينما هي كذلك إذ رأت بجانب إحدى جحور الأرانب شيء يلمع، وعندما اقتربت من هذا الشيء وجدته خاتم زواج، كانت تعلم أنثى اللقلق أن هذا الخاتم للأرنبة التي سيكون زفافها في اليوم التالي؛ فحاولت أن تلبسه قبل أن يراها أحد.
لبست أنثى اللقلق الخاتم وكانت سعيدة به جدّاً، ولكن حدث شيء غريب وهو أنّها عندما حاولت أن تخلع هذا الخاتم لم تستطع فعل ذلك؛ وخافت أن يراها أحد ويقوم باتهّامها بسرقة الخاتم، وسيقومون بالقبض عليها لذلك بدأت تفكّر ماذا ستفعل، فقالت أنثى اللقلق في نفسها: لم يرني أحد وتلك هي فرصة أن آخذ الخاتم وأعيده عندما أستطيع خلعه من إصبعي، أخذت الخاتم وطارت به.
عندما عادت الأرنبة واكتشفت بأنّ الخاتم قد سرق غضبت لذلك كثيراً، ولكنّها كانت تتصّف بأنّها أرنبة ذكية؛ وعلمت بأن الذي أخذ الخاتم هو إحدى الطيور التي تسكن البحيرة، وبدأت تحقّق في الأمر لتكتشف السارق، وأذاعت الأرنبة في كل الغابة عن فقدانها للخاتم، وطلبت من الحيوانات البحث عن الطير الذي يرتدي الخاتم بإصبعه.
علمت أنثى اللقلق بذلك وشعرت بالخوف، وخافت أن يكتشفها أحد؛ فقامت بعمل حيلة وأحضرت دلو من الطلاء ذو اللون الأسود، وقامت بغمس أصابعها بداخله، فتحوّل لون خاتم الزواج بلون أصابعها إلى اللون الأسود، ولكن حدث شيء أغرب وهو أنّها عندما طارت بعيداً، صارت قطرات الدهان تسقط من أقدامها؛ فملأت مفرش المائدة الأبيض به، بالإضافة لفستان الزفاف.
عندما اكتشفت الأرنبة ذلك غضبت كثيراً وقالت: ابحثوا عن الطائر ذو الأقدام السوداء، ولم تذكر الخاتم في ذلك الوقت، سمعت أثنى اللقلق بذلك وقرّرت أن تجد الحل قبل أن يجدها أحد، فلم يخطر ببالها إلّا أن تتظاهر بأن هنالك كسر في قدميها وتضع ضمّادة عليهما؛ فذهبت وأحضرت قماش لونه أبيض وقامت بلفّه حول قدميها، ولكن كانت تظنّ بأنّها حيلة نافعة، ولكن بدا أنّها لن تجدي نفعاً عندم اصطدمت بالأرنبة في يوم من الأيام.
سألتها الأرنبة صاحبة خاتم الزواج عن سبب وضعها للضمّادة فقالت: يوجد كسر في قدماي وهي تؤلماني كثيراً، فأصرّت الأرنبة أن ترسلها إلى المشفى لتعالجها، شعرت أنثى اللقلق بالارتباك وقالت في نفسها: إن ذهبت للمشفى فسيكتشفون أمر الخاتم من خلال الأشعّة، وإن قاموا بفكّ الضمّادة فسيكتشفون أمر الطلاء الأسود، ماذا أفعل يجب أن أجد الحل قبل أن يكتشفني أحد.
فقالت للأرنبة: حسناً سأذهب إلى المشفى ولكن علي أن أحضر بعض الأشياء من المنزل قبل الذهاب؛ فذهبت إلى المنزل وقامت بخلع القماش الأبيض ووضعت مكانه ألواح من رصاص؛ وهذا لكي لا يظهر الخاتم من خلال الأشعة، وقامت بإعادة القماش من فوقه بواسطة الغراء، ظنّاً منها أن الطبيب لن يكتشف أمر الخاتم.
عندما حاولت أنثى اللقلق الطيران كانت قدميها ثقيلة الوزن، وهذا الشيء سبّب لها السقوط لأكثر من مرّة، وبينما هي تسير مع الأرنبة إذ سقطت فوق رأس أحد الأرانب وسبّبت له الأذى، وعندما أحضرت الأرنبة الطبيب واكتشف أمر طائر اللقلق، انتبه لقدميها واستطاع اكتشاف أمر ألواح الرصاص، وعندما قام بفكّها اكتشف الجميع أمر الخاتم.
بعد اكتشاف أمر أنثى اللقلق والخاتم صارت الأرانب وجميع الحيوانات غاضبة منها، ورفضت أن تكون صديقة لها، حزنت اللقلق لذلك كثيراً، ونوت أن تخبر الأرنبة بكامل قصّتها، وعندما علمت الأرنبة بقصّة اللقلق تعجّبت وقالت: هل فعلتِ كل ذلك من أجل إخفاء أمر أنّكِ كنتي تريدين تجربة الخاتم فقط! لو أنّكِ أخبرتني بذلك لن أكون لأغضب منكِ، ولكنت ساعدتكِ بخلعه.
ندمت أنثى اللقلق لأنّها لم تخبر بالحقيقة ببادئ الأمر، ولأنّها اضطرّت لإخفاء الحقيقية بصنع الكثير من الأكاذيب المتتالية التي تسبّبت بإفساد حفل الزواج للأرنبة، ولكن الأرنبة كانت طيبة القلب، وقرّرت أن تخبر باقي الحيوانات بالقصّة، وطلبت منهم مسامحة اللقلق والعودة للعب معها، فرحت أنثى اللقلق لذلك وشكرت الأرنبة وقرّرت أن لا تكرّر فعلتها مرّةً أخرى.