أحياناً يكون الشخص بحاجة لبعض الكلام الذي يدعوه للتفاؤل والإيجابية، سنحكي في قصة اليوم عن ولد كان يعمل بمسح الأحذية، ولكنّه كان يستاء عن رؤيته الأطفال وهم يلعبون بالشارع، وفي يوم من الأيام نطق صندوقه الخشبي وقال له كلمات جعلته يشعر بالفرح والسعادة، كانت تلك الكلمات تمحو عنه الحزن في كل مرّة.
قصة ماسح الأحذية
يعمل خالد في مسح الأحذية، كان يجلس دائماً تحت أحد الأشجار في الحديقة، وكان لديه صندوق خشبي يزيّنه الكثير من المسامير التي تلمع تحت أشعّة الشمس، بالإضافة لاحتواء الصندوق على جرار صغير يوجد به مجموعة من المصبغات الملوّنة، مع فرشاة لتلميع الأحذية وقطعة من القماش لونها أحمر.
كان خالد يستاء من عمله هذا، ودائماً ما ينظر للأطفال الذين يلعبون في الحديقة ويستمتعون بأوقاتهم ويشعر بالحزن لوضعه، وفي مرّة من المرّات كان خالد مستاء بشكل كبير من العمل المتواصل وهو ينظر للأطفال الذين يلعبون في الحديقة، ومن شدّة غضبه قام بركل الصندوق الخشبي حتى بدأ يتدحرج على الأرض.
فجأةً تكلّم هذا الصندوق وقال: آخ يا إلهي لماذا ضربتني هكذا، لقد تسببّت في إيقاع المسامير، تفاجأ خالد كيف لهذا الصندوق أن يتحدّث هكذا، وعندما نظر له وجد وكأنّ جرّار الصندوق لسانه الذي يتكلّم، قال خالد لصندوقه: أرجوك أعذرني أيّها الصندوق؛ فأنا أشعر بالغصب والضيق لأنّني أرى بأنّ كل الأطفال يلعبون ويركضون، بينما أنا أقضي وقتي بمسح الأحذية فقط.
شعر الصندوق بالشفقة لحال خالد وبدأ يواسي به قائلاً: لا تحزن يا خالد؛ فأنت مجتهد وذكي، إن الحياة صعبة في بعض الأحيان ولا تعطينا ما نريد دائماً، عليك فقط أن تتذكر والدتك المريضة ووالدك المسن وكيف أنّك ترسم الابتسامة على شفتيهم بتفوّقك، غداً ستصبح الطبيب المجتهد وستكون قادراً على شراء سيارة حمراء بإذن الله.
شعر خالد بالراحة والفرح بعد سماعه لحديث الصندوق، وعندما نطر له وتذكّر كلمة سيارة حمراء، بدأ يتخيّل وكأنّ الصندوق هو السيارة وأن علب الصبغة هي العجلات، أمسك خالد الصندوق وبدأ يركض ويغنّي قائلاً: يا صندوقي العزيز، أنت خير الأصحاب، وكان دائماً لا ينسى تلك الكلمات التي سمعها من صندوقه؛ حيث كانت بمثابة مصدر السعادة والثقة لديه.