هنالك الكثير من الخرافات التي تتحدّث عن سبب اكتشاف بعض الأشياء، سنتحدّث اليوم عن خرافة تتعلّق بطريقة اكتشاف استخدام النار للطهي، ولكن هذه الخرافة موجودة منذ وقت طويل في العصور الحجرية، وكانت طريقة اكتشاف استخدام النار عن طريق الجرادة التي علّمتها للإنسان.
قصة خرافة النار
في إحدى الخرافات التي شاعت في العصور الحجرية والتي تقول: كان هنالك جني طيب واسمه سانكو، كان هذا الجني الصغير يدعو الأشخاص إلى منزله ويستضيفهم، وفي مرّة من المرّات دعا هذا الجني أحد الأشخاص واسمه فرج إلى منزله، وقام بتقديم الكثير من الطعام والشراب له، ولكن فرج لم يكن يعلم شيئاً، وكان يستغرب من سبب سخونة الطعام والشراب.
كان فرج يعيش في العصور الحجرية ولم يكن يعلم أي شيء عن النار أو عن كيفية استخدامها، قرّر فرج أن يحاول التلصّص على هذا الجني، ويتعلّم كيف يجعل السمك واللحم طري وبهذا الطعم اللذيذ، وقرّر أن يأخذ معه الجرادة كي تساعده في تعلّم طريقة استخدام النار.
وفي اليوم التالي عندما ذهب فرج ومعه الجرادة إلى منزل هذا الجني، وقفا لوقت طويل بانتظار أن قيام الجني بطهي الطعام لهم، ولكن مضى وقت طويل ولم يقدّم لهم الجني أي طعام وشراب، قرّر فرج أن يذهب إلى الجني ويسأله عن السبب، فقال له الجني: أنا لا أستطيع أن أطهو الطعام أمام الإنسان.
نظر فرج إلى الجرادة وتفاجأ بكلام الجني وقال له: ولكن ماذا علينا أن نفعل حتّى تتمكّن من الطهي لنا؟ قال لهم الجني: عليكما أن تقوما بعصب أعينكما لحين انتهائي من الطهي، قام فرج وعصب عينيه حتّى يستطيع الجني طهي الطعام، وعندما حان دور الجرادة كانت قد وضعت العصابة فوق جفونها، وكانت قادرة على رؤية الجني وهو يطهو.
بعدما أكمل الجني الطهي قدّم لهم الطعام والشراب، عاد فرج ومعه الجرادة وكان غاضباً لأنّه لم يستطع كشف سر استخدام النار، نظرت له الجرادة وأخبرته أنّها رأت كل شيء، فرح فرج وطلب منها الطريقة فقامت بإشعال النار أمامه، عندما علم بها فرج أخبر بها جميع الأهل والجيران، وتقول الخرافة أنّه منذ لك اليوم كان الإنسان قد تعلّم طريقة استخدام النار من ذلك الجني.