هنالك الكثير من القصص غير الحقيقية تحكي عن أسباب تسمية الحيوانات باسم معيّن، وتسمّى بالخرافة وهي التي شاع تداولها بين الناس من مصدر مجهول، سنحكي في قصة اليوم عن خرافة سنام الجمل، وكيف يستطيع تحمّل العطش والجوع.
قصة سنام الجمل
خلق الله تعالى الإنسان والحيوان وجعلها مسخّرة لكي تعمل في خدمة الإنسان، وكلّها نشيطة وتحبّ العمل والاجتهاد، من بين هذه الحيوانات كان حيوان واحد استثنائي وهو الجمل، كان الجمل حيوان كسول جدّاً، لا يفعل أي شيء بل يقضي معظم وقته بالأكل والنوم، وكان يأكل من العظام وطحالب الماء.
أي شخص أو حيوان يكلّم الجمل كان يردّ عليه بكلمة واحدة وهي (هم هم)، وفي مرّة من المرّات جاء حصان عليه سرج كبير وقال للجمل: ما رأيك أيّها الجمل أن تأتي معنا وتتسابق مثلنا؟ ردّ عليه الجمل بكلمته الشهيرة وهي: (هم هم)، عاد الحصان وقال لصاحبه لقد طلبت من الجمل أن يأتي معنا ولكنّه قال لي (هم هم).
بعد ذلك جاء الكلب وكان يحمل معه عصا وقال للجمل: ما رأيك أن تأتي معنا وتساعدنا بحمل الأثقال وتعمل معنا؟ لم يردّ عليه الجمل إلّا بكلمته الوحيدة وهي (هم هم)، وقال لصاحبه الإنسان: لم يقل لي الجمل إلّا هم هم، فكّر الثور أن يأتي ويطلب من الجمل أن يأتي ويساعده بحراثة الأرض فقال له أيضاً: (هم هم)، فراح الثور وقال لصاحبه أن الجمل رفض.
غضبت الحيوانات من رفض الجمل مساعدتهم جميعاً؛ فهم يقضون يومهم ويقومون بأعمال كثيرة جدّاً، وهو يقف من بعيد وينظر لهم ولا يقول إلّا كلمة (هم هم)، وعندما اجتمعوا جميعاً قرّروا أن يطلبوا المساعدة من جنّي الصحراء الذي يأتي بسحابة الغبار، وعندما حكا له قصّة الجمل الكسول قرّر أن يذهب ويتحدّث معه.
حضر الجني وبدأ يتحدّث مع الجمل ويخبره بأنّه يجب عليه أن يساعد الحيوانات؛ لأنّهم يقومون بأعباء كثيرة، ولكن رفض الجمل أن يستمع للجنّي أو يردّ عليه؛ لذلك فكّر الجني في معاقبته وأشار عليه بالعصا حتّى انتفخ ظهره، وقال له: عليك أن تعمل الآن وتمضي ثلاثة أيّام من دون طعام أو شراب عقاباً لك على كسلك.
قال له الجمل: وكيف سأعمل وظهري منتفخ هكذا؟ قال له الجني: تستطيع أن تأكل الطعام والشراب من سنامك الموجود فوق ظهرك، ومنذ ذلك اليوم والجمل أصبح يتحرّك ويعمل، ويقضي كل ثلاثة أيّام يأكل ويشرب من سنامه فقط.