يُعتبر المؤلف والأديب هانس كريستيان أندرسن وهو من مواليد دولة الدنمارك من أكبر وأشهر الكُتاب الدنماركيين في مجال كتابة الروايات والقصص القصيرة، وهناك كان جانب من قصصه تدور حول القصص الممتعة للأطفال، ومن أكثر القصص التي أشتهر بها هي قصة خِرق.
نبذة عن القصة
تناولت القصة موضوع مجموعة من الخِرق من دول مختلفة والتي كانت متواجدة في أكوام حول أحد المصانع، حيث تم جمعها من دول المشرق ودول المغرب، وقد كان لكل خرقة قصة خاصة، لكن لا يمكن سماع جميع القصص لتلك الخرق، إذ تم فقط معرفة الحوار الذي يتم بين خرقة من دولة الدنمارك وخرقة من دولة النرويج، وهذا الأسلوب اعتمده الكاتب حتى يثير عنصر التشويق لدى القارئ.
قصة خرق من الأدب الدنماركي
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة عند اللحظة التي بدأت كل واحدة من الخِرق التعريف على نفسها بلغتها الخاصة بها، حيث أشارت الخِرقة النرويجية إلى أنّ ذلك التعارف لم يكون مفهوم في البداية وأنّ اللغة النرويجية كانت تبتعد كل البعد عن اللغة الدنماركية كما تبتعد اللغة الفرنسية عن اللغة العبرية، وفي البداية كانت أول من تحدثت هي الخِرقة النرويجية إذ لم تدرك أنّ الخرقة تبقى في الحقيقة مجرد خرقة بغض النظر عن المكان الذي توجد فيه، أو الدولة التي تعود إليها.
فلا تكون لها أي قيمة إلى بين كوم الخرق، وهنا قالت: أنا نرويجية، إذ كانت تشعر أنها عند قولها تلك الكلمة تكفي للدلالة على معاني كثيرة، مثل أنها انحدرت من نسيج عريق ومتين جداً، وقد كانت تشبه نسيجها بأنه مثل الحقول الأزلية القديمة في النرويج.
فقد كان الكثير من الناس يلتمسها من أجل التعرف على هويتها وهذا ما كان يجعل فكرها يدق كالحديد في الجرانيت، هكذا وصفت شعورها في تلك اللحظة، وهنا جاء دور الخرقة الأخرى والتي أشارت إلى أنها خِرقة التي تعود في أصلها إلى دولة الدنمارك وتتمتع بحسن الأدب، وهنا سألت النرويجية: أتعلمين ما هو الأدب؟ فردت: أعلم بالطبع، وهنا أخذت النرويجية تتباهى بنفسها أنها مثل الشمس في البلاد والتي بدورها تشع على البلاد بأكملها، ولكن هنا ردت عليها الدنماركية وقالت لها: إنّ تلك الشمس تختفي حينما تأتي السفن الدنماركية التي تكون مليئة بالزبدة والجبن، وهي بضاعة طازجة وصالحة للأكل.
كانت على الدوام تزهو النرويجية وتتباهى بأصولها، وهنا كانت ترد عليها الخِرقة الدنماركية بالأدب التي تتسم به، وقد تم تشبيه المقارنة بين بعضهن كأنهن يمتلكن سفينة وتحاولن كل منهن بأي طريقة لتزيد من حجم ثقلها في السفينة، فأشارت الخِرقة النرويجية إلى أنه في بلادها كان هناك الينابيع التي تفور دون الحاجة إلى الحفر والبحث عليها، وهناك يمتلك الإنسان الحرية في الحديث بالجرائد وتضج النرويج بالسياح الأجانب من كل حدب وصوب ومن كافة الدول الأوروبية، كما أظهرت النرويجية أن قادرة على التكلم بحرية تملأ العالم، وأنه يجب أن الشخص الدنماركي أن يتعلم على صوت الحرية، وهنا قالت بكل سخرية: إنّ الدنماركي لا يتعلم سوى أن بلاده ملصوقة ببلد من الصخور التي تزهو من كل مكان والتلال القديمة.
وقد أشارت النرويجية إلى أنه لا يمكن للدنماركية أن تتحدث بكل تلك الحرية المطلقة، وهنا قالت الدنماركية: ليس هذا الأمر من طبيعتنا، فأنا أعرف نفسي وحالي كحال باقي الخِرق الأخرى الدنماركية، إذ وصفت الخِرق من نفس بلدها أنهن خرق طيبة جداً ومسالمات جدًا إلى حد بعيد، كما أنهن متواضعات إلى حد البساطة، فلا نتباهى إلا قليلاً بأنفسنا، ولكنني مع هذا أحب ذلك، إذ نبدو لطفاء جدًا.
وهنا بدأت الدنماركية في تعداد ميزاتها التي تتسم بها هي وكل من أخواتها من نفس البلد وقالت: أؤكد لكِ بأني أعلم تمامًا امتيازاتي الجميلة، ولكنني لا أتحدث عنها بشكل كثير ومبالغ فيه، أنني ناعمة ولينة ومرنة، أتحمل جميع الظروف، لا أكن الحسد لأحد، أذكر الناس بالخير، على الرغم من أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يذكرون مساوئ الآخرين، ولكنني لا أفعل مثلهم بل أتركهم لسوئهم، أنا فقط أبعث الفكاهة لأنني موهوبة.
ومن هنا بدأت النرويجية تسخر من حديث الدنماركية، وطلبت منها أن لا تحدثها في تلك الطريقة الناعمة المستوية، فإنها تشعر بالغثيان جراء ذلك الحديث، وهنا طارت كل من الخِرق إلى مكان كوم آخر، وأصبحت مع الوقت كل منهما ورقة، ومن محض الصدفة تصبح الخرقة النرويجية ورقة كتب عليها إنسان نرويجي رسالة حب صادقة إلى فتاة دنماركية، والخِرقة الدنماركية أصبحت سيناريو لقصيدة مدح دنماركية؛ نظراً لعظمة دولة النرويج وقوتها.