خلق الله الأشياء بشكل مختلف؛ حيث كل شيء يمتاز عن غيره بشيء ما، سنحكي في قصة اليوم عن ثلاثة أزهار كانت كل منهن تتباهى بنفسها ولونها، ولكن عندما سمعت الفتاة الحوار أخبرتهن أن لكل واحدة منهن شكل جميل، اعتذرت الزهرات من بعضهنّ وتوقفن عن التعالي والغرور.
قصة خصام الأزهار
في إحدى الحدائق الجميلة، كبرت ثلاثة من الزهرات الجميلة، وكانت واحدة باللون الأحمر الجميل، والأخرى بالأبيض البهي أمّا الثالثة فكانت باللون الأسود الأنيق، كانت كل من تلك الزهرات تتباهى بشكلها ولونها.
بدأت الزهرة السوداء بالتباهي بنفسها وقالت: أنا لوني هو أجمل الألوان؛ فهو اللون الأنيق النادر الذي يجمع صفات الجمال، أمّا الزهرة البيضاء قالت: أنا لدي اللون البهيج الذي يسر الناظرين، والزهرة ذات اللون الأحمر قالت: أنا لدي أجمل الألوان الجريئة والفاقعة التي تجذب الجميع.
كان هناك في الحديقة بجانب تلك الزهرات فتاة تجلس هي وقطتها الصغيرة، وتمسك قيثارة تعزف عليها، عندما علا صوت خصام الأزهار توقفّت عن العزف وبدأت تستمع لكلام تلك الزهرات هي وقطّتها، بدأت الفتاة بالضحك لما سمعت.
غضبت الزهرة السوداء من ضحك تلك الفتاة وقالت لها: لماذا تضحكين أيّتها الفتاة، هل تنكرين بأنّني الأجمل والأفضل؟ انظري فلون عينيك هو الأسود، ولولا هذا اللون لما كانت عيناكِ جميلتين هكذا، أمّا الزهرة البيضاء قالت: أيتها الفتاة الضاحكة أنظري لأسنانك البيضاء؛ فلولاهما لما كانت ابتسامتكِ جميلة.
أمّا الزهرة الحمراء قالت: لا تستمعي لتلك الزهرات فلولا اللون الأحمر لما توّردت وجناتكِ، ولن يجري الدم الأحمر في عروقك، هيا احكمي بيننا بدلاً من أن تضحكي علينا، نظرت الفتاة لتلك الزهرات بتعجّب وقالت: أنا أتعجّب منكن؛ فأنتنّ تعشن بنفس البيئة وتشربن من نفس جدول الماء، فكيف لكل واحدة منكن أن تتعالى على صديقتها.
أكملت الفتاة قائلة: أنا أراكن يا أيّتها الزهرات مثل الفاكهة، كل واحدة منكن لديها شكل ولون مختلف عن الآخر، ولكن جميعها لذيذة، تأثّرت الزهرات الثلاث بكلام تلك الفتاة، وشعرت أن لكل واحدة منهن شيء يميّزها عن صديقتها، وفجأةً هبّت نسمة عليلة ومالت الأزهار على بعضها معتذرةً لما جرى، وأكملت الفتاة العزف على القيثارة وبدأت القطّة بالرقص على قدميها، وتحوّل خصام تلك الأزهار إلى مشهد رائع وجميل.