فقدان أي شخص قريب يسبب ألم عميق في النفس، فكيف لو كان ذلك الشخص هو شريك العمر، حتماً سيكون الألم أعظم وأعمق، ولكن هل من الممكن أن يقود هذا الأمر لأن يفقد الشريك الآخر عقله بسبب ذلك؟ تابع معنا عزيزي القارئ لنرى أحداث القصة مع البطلة.
قصة خطة رحلة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في إحدى المدن الألمانية وهي مدينة برلين، حيث أنه في يوم من الأيام كانت تستعد مهندسة الطيران من أصول أمريكية والتي تدعى كايل من أجل نقل جثمان زوجها الذي يدعى ديفيد من مدينة برلين إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد وفاته، وقد كانت برفقتها ابنتها التي تدعى جوليا، وقد كانت ابنتها تبلغ من العمر ست سنوات، وفي لحظة من اللحظات حلقت الطائرة التي كانت قد ساهمت كايل في صميمها في الأجواء، وعلى متن تلك الرحلة غرقت كايل في غفوة قصيرة، وحينما أفاقت من نومها لم تجد ابنتها إلى جانبها.
في بداية الأمر اعتقدت أن ابنتها تتجول هنا وهناك في الطائرة، ولكنها أصيبت بالدهشة والذعر بعد أن سألت الجميع من طاقم وركاب ولم يقر أحد بأنه قد شاهد أو لمح الفتاة بصحبتها من الأصل، وما زاد الأمر سوءاً بالنسبة إلى السيدة كايل هو ما صرحت به مضيفة الطيران والتي تدعى ستيفاني بأن كامل السجلات التي تخص الركاب لا تثبت وجود اسم جوليا عليها، كما أن المقعد الذي كان بجوار المهندسة لم يتم حجزه منذ أول الرحلة، وإنما كان شاغر منذ البداية.
ولكن المهندسة أصرت على أن ابنتها كانت برفقتها على الرغم من فقدان حقيبتها وجواز سفرها كذلك، وقد حاولت جاهدة من أجل إقناع الكابتن الذي يقود الطائرة والذي يدعى ماركوس من أجل القيام بإجراء عملية بحث شاملة في الطائرة، ومن شفقة الكابتن على حالتها أوعز بذلك، ولكنه لم يتبين أي أثر لوجود الفتاة، وهنا أصيبت المهندسة بحالة من اليأس الشديد وفي غمرة اندفاعها توجهت بأصابع الاتهام بخطف ابنتها نحو اثنين من العرب وهما الراكب الأول يدعى عبيد والراكب الثاني يدعى أحمد.
وبالنظر إلى تصرفاتها بين الحين والآخر بدأت الشكوك تدور في ذهن كل من الكابتن ومضيفات الطائرة حول سلامة قوى المهندسة العقلية، وهنا اعتقد الجميع أنه بسبب حزنها على زوجها ربما أفقدها صوابها، وجعلها تعتقد أنها اصطحبت ابنتها معها على متن الطائرة، وعلى إثر سلوكياتها المتقلبة والعنيفة مع الركاب من حولها أمر الكابتن أحد الرجال والذي يدعى كارسون بحراستها وتقييدها حتى تهدأ قليلاً.
وبعد مرور لحظات تنكشف الأحداث أكثر حينما وصلت معلومة للكابتن من أحد المستشفيات في مدينة برلين بأن الفتاة جوليا في الحقيقة قد توفيت مع والدها، ولكن هذا الأمر قد رفضت المهندسة تصديقه وقد أصرت على مواصلة البحث عن ابنتها المفقودة، وفي تلك الأثناء حاولت إحدى السيدات والتي تدعى ليزا معالجتها من هذا الاضطراب بعد أن بدأت تشك في سلامة قواها العقلية، ولكن السيدة ليزا تفاجأت بمشاهدتها لقلب صغير مرسوم على النافذة الضبابية إلى جانب المقعد الذي كانت تدعى المهندسة أن ابنتها كانت تجلس عليه.
وفي لحظة من اللحظات طلبت المهندسة استخدام الحمام وبمجرد دخولها إليه، صعدت من خلال الباب الموجود أعلى الحمام إلى الغرفة الخاصة بالتحكم الإلكتروني على متن الطائرة، وعلى الفور قامت بقطع الطاقة عن الطائرة كما قامت بنشر أقنعة الأكسجين، وعلى إثر ذلك انتشرت الفوضى على متن الرحلة، ولكن على الرغم من كل ذلك تمكنت المهندسة من التوصل إلى تابوت زوجها، وتقوم بفتحه من خلال استخدام رمز القفل؛ وقد كان ما دفعها لذلك هو اشتباهها أن ابنتها قد تكون عالقة داخل التابوت، ولكنها لم تعثر سوى على جثة زوجها الراحل.
وعلى الفور تمكن حارسها الشخصي كارسون من الوصول إليها وتقييدها بمقعدها وفي تلك الأثناء أخبرها أن الرحلة سوف تتوقف في المطار القادم وهو ما يعرف باسم مطار غوس باي التابع إلى دولة كندا، وأنه في ذلك المطار سوف يتم احتجازها؛ وذلك لأنها أثارت الشغب على متن الرحلة، وفي تلك اللحظة على الرغم من توسلات المهندسة للحارس الشخصي بالبحث جيدًا على الطائرة عن ابنتها المفقودة، إلا أنه لا يستجيب لطلبها، وعلى الفور تسلل إلى منصة الشحن دون أن يراه أحد وقام بإخراج مادتين من مواد المتفجرات وتوجه بهما مباشرة إلى قسم الإلكترونيات بالطائرة، وأخذ بزرع مادة المتفجرات حيث كانت تنام الفتاة ابنة المهندسة كما أشارت.
ومن هنا بدأت خيوط الحقيقة تنكشف شيئاً فشيئاً، إذ اتضح تورط الحارس الشخصي ومضيفة الطيران ومدير المشرحة في مدينة برلين في مؤامرة ضد ابنة المهندسة وقد كان الهدف من تلك المؤامرة هو الحصول على المال، وفي لحظة من اللحظات قام الحارس بإخبار الكابتن أن المهندسة تهدد بتفجير الطائرة ما لم يتم تحويل فدية قدرها خمسون مليون دولار إلى واحد من الحسابات المصرفية.
إذ كان هناك خطة ثلاثية من أجل العزم على تفجير الطائرة وقد كان ذلك التفجير سوف يسفر عن مقتل المهندسة وابنتها؛ وذلك من أجل إخفاء أي دليل إدانة ضدهم، ثم بعد ذلك العزم على الهروب في طائرة من نوع جي3، وقد كانت تلك الطائرة تستعد في الأجواء، ولم يتبق أمامهم سوى الحصول على المال، وقد وقع الاختيار على المهندسة بسبب وظيفتها ومعرفتها الجيدة بتصميم الطائرة.
وبعد مرور لحظات تكتشف المهندسة أن وفاة زوجها ما هو سوى جزء من تلك المؤامرة؛ وذلك من أجل استغلال تابوته في وضع المتفجرات؛ وما جعلهم يفكرون في ذلك هو أن التوابيت لا يتم تفتيشها عبر الأشعة السينية، كما كان السبب خلف خطف جوليا هو أن تقوم والدتها بالبحث عنها وتفتح التابوت الذي لا أحد يعرف أحد سواها رمز قفله.
وبعد أن هبطت الطائرة في المطار بكندا وغادر الركاب المهندسة اعتذرت المهندسة من الكابتن عن تعطيلها للرحلة وأشارت إليه أنها حتمًا سوف تعثر على ابنتها، وهنا شعر الكابتن بالغضب وطلب منها أن تكف عن أداء تمثيليتها السخيفة، وعلى وجه الخصوص بعد أن وصل المبلغ المطلوب إلى حسابها المصرفي.
ومن هنا أدركت المهندسة أن هناك مؤامرة تحبك ضدها وتأكدت شكوكها، كما اكتشفت أن الحارس الشخصي هو الفاعل، وهنا قررت في البداية أن تلعب دور الخاطفة كما اتهموها حتى تتمكن من الوصول إلى ابنتها، وطالبت الحارس بالبقاء على متن الطائرة وإنزال الطاقم، ومن أجل أن يثبت الحارس أمام الجميع أن هي الخاطفة نفذ طلبها، وبعد أن تم إغلاق باب الطائرة على الفور تباغت المهندسة الحارس بمطفأة الحريق مما تسبب في فقدانه للوعي والسقوط على الأرض.
وفي تلك الأثناء خرجت مضيفة الطيران من مخبأها من أجل أن مساعدة الحارس على النهوض، وعلى الفور يحاولا إطلاق النار على المهندسة، والتي بدورها كانت قد اندفعت نحو غرفة الالكترونيات؛ وذلك من أجل محاولة إنقاذ ابنتها وأغلقت خلفها قمرة القيادة؛ حتى لا يتمكن أحد من اللحاق بها، وبالفعل عثرت على ابنتها مخدرة بالأعلى، وسرعان ما قامت بالضغط على زر التحكم بالمتفجرات، إذ تمكنت من الحصول عليه حينما هربت من الحارس وقامت بتفجير المقصورة وينجم عن ذلك موت الحارس.
وفي النهاية تم إلقاء القبض على مضيفة الطيران، أما الغرفة التي كانت تختبئ بها هي وابنتها فقد كانت تعلم المهندسة بحكم وظيفتها أنها غير قابلة للاحتراق مهما تعرضت للمتفجرات، وبعد لحظات غادرت المهندسة المكان وهي تحمل ابنتها بين ذراعيها في ظل ذهول ودهشة جميع الركاب المتجمهرين في الأسفل، والذين كانوا يعتقدون أن ابنتها مجرد وهم ابتدعه خيالها المتعب عقب موت زوجها، وأخيراً اعتذر منها الكابتن على عدم تصديقها لها، وقد ساعدها الراكبين أحمد وعبيد الذي كانا من أصول عربية في حمل حقيبتها.