يحب الأطفال اللعب بالدمى كثيراً وخاصّةً الفتيات؛ فمن أكثر الأشياء التي يحبّون امتلاكها هي الدمى الجميلة، سنحكي في قصة اليوم عن فتاة تعشق الدمى، وكانت تملك منها الكثير، ولكنّها كانت تتمنّى الحصول على دمية تشبه ملامحها، فقامت بصنع دمية جميلة بمساعدة أمّها، وكانت تلك الدمية تشبه ملامحها كثيراً.
قصة دمية حنان
كان هنالك بنت اسمها حنان وتبلغ من العمر خمسة عشر عاماً، تحب حنان اللعب كثيراً؛ وخاصّةً اللعب بالدمى أو ما يسمّى في قريتها: (العروس)؛ حيث أن في كل بلد تلعب الفتيات بالدمى المناسبة لها والتي تشبهها أيضاً، فعلى سبيل المثال في أمريكا تلعب الفتيات بالدمى الشقراء ذات العيون الملوّنة، أمّا في اليابان تلعب الفتيات بالدمى ذات العيون الصغيرة والحادّة، والشعر الأسود الكثيف، وفي الدول العربية تلعب الفتيات بالدمى ذات الشعر الطويل والملامح العربية الجميلة مثل العيون الواسعة.
وفي روسيا تلعب الفتيات بالدمى التي تلبس الملابس الكثيفة، والشقراء ذات العيون الرمادية، أمّا عن حنان فهي تلعب بكل تلك الدمى المختلفة، وفي يوم من الأيام كانت حنان تلعب بالدمى وتحدّق بها، فوجدت أن كل دمية لديها ملامح خاصّة تعبّر عن هويّتها، فخطر في ذهنها فكرة وذهبت لأمّها وقالت لها: يا أمّي أنا أريد أن ألعب بدمية تشبه ملامحي تماماً.
فكّرت الأم ماذا ستفعل كي تصنع دمية لابنتها كما تريد فقالت لها: أظنّ يا ابنتي أن هذا الأمر هو شيء سهل للغاية، فقط أحضري لي بعض العدد، هنالك صندوق يوجد به بعض قطع الأقمشة القديمة، أسرعت حنان وأحضرت الصندوق الذي طلبته أمّها، وجدت الأم قطعة بيضاء من القماش؛ فقرّرت أن تصنع منها جسد الدمية، قامت بقصّ قطعة على شكل رأس ويدين ورجلين، وألصقتها على قطعة أخرى مشابهة لها.
حاكت الأم تلك القطعتين من كل الجهات ما عدا جهة واحدة؛ وذلك من أجل أن تحشو تلك الجهة بالقطن وقطع القماش الصغيرة، عندما انتهت الأم من صنع جسم الدمية قالت حنان لأمّها: أريد يا أمّي أن أصنع فستاناً بعدّة ألوان، فأنا أحب الألوان المزركشة، قالت لها أمّها: اذهبي وابحثي في الصندوق عن قطع من القماش الملوّن.
ظلّت حنان تبحث عن قطع من القماش الملوّن؛ فوجدت قطعة لونها أصفر مزيّنة بورود حمراء، فرحت بها كثيراً وأعطتها لأمّها، فقامت الأم بصنع فستان ملوّن بشكل جميل، ووضعت له ياقة وأكمام باللون الأزرق، ثم ذهبت حنان وأحضرت خيوط الصوف الملوّنة، وكانت خيوط الصوف لصنع شعر الدمية الذي كان لونه بنيّاً.
فكّرت حنان بصنع منديل كي تضعه على رأس الدمية، فقامت أمّها بصنع منديل باللون الزهري وعليه بعض الورود باللون الأصفر والأخضر، ووضعت أيضاً بعض الورود البيضاء على حافّة هذا المنديل، لم يتبقّ إلّا ملامح وجه الدمية؛ فسألت حنان أمّها: ماذا سنفعل في وجه الدمية يا أمّي؟ ردّت الأم: يجب أن نضع في مكان العينين أزرار باللون الأسود، اذهبي يا ابنتي وأحضري صندوق الأزرار.
وضعت الأم زرارين باللون الأسود مكان عيون الدمية، وفكّرت حنان في رسم الحواجب فوق العينين، فأحضرت قلم باللون البني، وبدا منظر الحواجب رائعاً، وأكملت الرسم فصنعت أنف الدمية والفم كذلك، ورسمت فوق شفاه دميتها باللون الزهري، وبذلك صار وجه دمية حنان جاهز تماماً، فرحت به كثيراً خاصّةً أن ملامح وجه الدمية بدا تماماً كملامحها كما كانت تريد.
ذهبت لغرفتها ووضعت الدمية الجديدة بجانب باقي الدمى، وصارت تنظر لهم ولكل وجه الدمى المختلف، صارت تقول في نفسها: بالفعل فإنّ كل دمية تشبه البلد الذي جاءت منه، ولكن دميتي أنا تبدو أجمل دمية؛ لأنّها تشبه ملامحي تماماً، وقامت حنان بدعوة كل صديقاتها ليشاهدوا دميتها الجديدة.
تفاجأت صديقات حنان بدميتها وقالوا لها: إن والدتك رائعة بصناعة الدمى، تلك الدمية تشبهكِ تماماً، ويبدو أنّها ستكون الدمية الأغلى والأقرب لقلبكِ، قالت لهم حنان: فعلاً هذه الدمية التي صنعتها أنا وأمّي هي أجمل وأغلى دمية على قلبي، وأنا بصناعتها تعلّمت شيئاً آخر، قالت لها إحدى صديقاتها: وما هو الشيء الذي تعلّمتيه؟ قالت لها حنان: لقد تعلّمت بأن أحتفظ بقطع القماش الملوّنة والبيضاء؛ فأنا أستطيع بالمستقبل أن أصنع منها دمى تشبه دميتي؛ كي يلعبوا سويّاً مع بعضهم البعض.