قصة دنيا والبيئة

اقرأ في هذا المقال


نظافة البيئة من الأمور الأساسية التي يجب علينا المحافظة عليها، هذا ما حدث مع والد دنيا الذي أخبرها بقصة اليوم ما هي الطريقة الأمثل للتخفيف من النفايات، وكيفية التخلّص منها بالشكل الصحيح.

قصة دنيا والبيئة

كان هنالك طفلة صغيرة اسمها دنيا، تبلغ من العمر عشرة أعوام، تسكن وتلعب في غرفتها، كانت دنيا تفعل كل شيء في غرفتها؛ حيث تأكل وتلعب وتنام وحتى أنّها تذاكر دروسها في الغرفة، كانت دنيا تحب دائماً أن ترى غرفتها نظيفة ومرتبّة ومنظمّة، وكانت بعدما تأكل أو تلعب تنظّف غرفتها، وبعد اللعب تقوم بإعادة الألعاب في مكانها تماماً كما كانت.

وفي يوم من الأيام بينما كانت دنيا تلعب في غرفتها وقامت بترتيبها كالعادة، فجأةً رنّ الجرس، وعندما فتحت دنيا الباب كانت خالتها قد جاءت هي وأولادها من أجل الزيارة، دخل أولاد خالتها غرفتها وبدأوا يلعبون معها، ولكن دنيا شعرت بالاغتياظ والغضب؛ والسبب في ذلك أن لعب أولاد خالتها كان غير منظّم، وقاموا ببعثرة الألعاب في كل مكان.

كانت دنيا تنتظر حتى يكمل أولاد خالتها اللعب حتى ترتّب غرفتها، وعندما أكملوا اللعب وغادروا المنزل، بدأت دنيا بترتيب كل شيء، حتى إنّها كانت تتخلّص من كل الأشياء التي لا تريدها في غرفتها ووضعتها في القمامة، لكن دنيا فعلت شيئاً سيئاً، وهو أنّها قامت برمي القمامة خارج الغرفة.

عندما حضر والد دنيا ورأى ما فعلت تفاجأ كثيراً بفعلتها؛ فهو اعتاد بأن ابنته نظيفة ومرتبّة، سألها: ماذا تفعلين يا دنيا؟ قالت له: إنّني أرتّب غرفتي فقط، قال لها والدها: يجب عليكِ يا ابنتي أن تفكّري قبل أن تفعلين أي شيء، أليس هذا المنزل هو المكان الذي تسكنين به؟ قالت له: نعم أنت محق يا أبي، إذاً علينا أن نرمي القمامة من الشباك، نظر لها والدها باستغراب وقال: كلا يا يا ابنتي هذا لا يجوز، هذا الشارع هو شارعنا.

فكّرت دنيا فيما قاله أبيها قليلاً ثم قالت: ولكن ماذا سيحدث يا أبي لو أنّني رميت نفاياتي في الشارع؟ قال لها والدها: يجب يا ابنتي أن نتخيّل ماذا سيحدث لو كان كل واحد منّا قام برمي النفايات في الشارع، بدأت دنيا تتخيّل ذلك المنظر وتقول في نفسها: بالفعل يا أبي لو أن كل شخص منّا قام برمي النفايات في الشارع لأصبح منظر الشارع غير جميل، كما أن الشوارع ستمتلئ بالأوساخ، أنا لا أحب القذارة يجب أن تكون شوارعنا نظيفة.

قال والد دنيا لها: أحسنتِ يا ابنتي، يجب أن تكون شوارع المدينة كلّها نظيفة دائماً، قالت دنيا لوالدها: لدي فكرة يا والدي، ما رأيك أن نقوم بإرسال النفايات إلى مكان بعيد كي لا تتسخ المنازل أو الشوارع؟ قال لها والدها: أين نذهب بها يا أبي؟ قالت له: نرميها في مياه النهر.

قال لها والدها: لا يا ابنتي؛ فبذلك مياه النهر سوف تتسّخ أيضاً، كما وأن النهر والبحار تسكنه الكائنات الحية، ومن الممكن أن تتسممّ تلك الكائنات، هل تقبلين أن تأكلين سمك ملوّث؟ قالت له: كلا أنا أحب أن آكل السمك بالليمون وليس بنكهة القذارة.

قال والد دنيا لها: كذلك يجب أن نتذكّر أن ماء النهر هو الماء الذي تشربين منه، ونشرب منه جميعنا، هل تقبلين بشرب الماء الملوّث؟ قالت له دنيا: كلّا بالتأكيد أنا أريد شرب الماء النظيف، فكّرت دنيا مرّةً أخرى وقالت لوالدها: لقد وجدت الحل المناسب يا أبي، قال لها والدها: وما هو الحل؟ قالت: سنقوم بجمع كل النفايات، ثم نقوم بإحراقها تماماً كما يفعل جارنا العم صالح بقمامته، نظر لها والدها وقال: أنا فخور بك يا ابنتي، لأنّكِ تفكّرين بالحل، ولكن هذا ليس حلّاً.

تفاجأت دنيا من كلام والدها وسألته: ولكن لماذا؟ قال لها: إنّ ما يقوم به العم صالح هو تلويث الهواء، ونحن نتنفّس الأكسجين اللازم لنا من الهواء، هل تقبلين أن تتنفسّين الهواء الملوّث؟ قالت دنيا: إذاً أخبرني يا ابي ماذا يجب أن نفعل؟ قال لها والدها: إن الصواب يا ابنتي أن تسألي نفسك أوّلاً قبل رمي النفايات، هل يمكنني الاستفادة منها؟ ثانياً إن لم يكن منها أي إفادة فعليكِ التخلّص منها بالمكان المخصّص لها، والأفضل أن تقومين بشراء الحاجيات التي يمكننا الاستفادة منها؛ وذلك لتخفيف القمامة.

علمت وقتها دنيا ما هو الحل الصحيح، وطلبت كذلك من والدها أن يأخذها لكي ترى المكان الذي يقومون بالتخلّص به من النفايات، وصارت أكثر حرصاً على نظافة البيئة.


شارك المقالة: