قصة دواء الملك

اقرأ في هذا المقال


يمرّ الشخص بكثير من الاختبارات في حياته، يجب علينا تعليم أطفالنا أن ملجأ الشخص الوحيد لنجاته هو إيمانه بربّه، هذا الدرس الذي علّمه إيّاه الطفل للملك، والذي كان ينوي بقتله حتّى يحصل على كبده، ويعالج به مرضه كما أخبره الأطبّاء، ولكن الطفل لجأ لربّه، وبسبب ذلك أشفق الملك على حاله وعفا عنه.

قصة دواء الملك

في أحد الأزمان القديمة كان هنالك ملك يحكم إحدى البلدان، مرض هذا الملك في يوم من الأيّام مرضاً شديداً، وقام بإحضار جميع الأطبّاء لمعالجته، ولكن لم يجد له الأطبّاء أي علاج لأن مرضه كان نادراً من نوعه، وفي يوم من الأيام جاء أحد الأطبّاء وقام بفحص الملك وأخبره بأنّ له علاج وحيد، وكان هذا العلاج هو أكله من كبد الإنسان، وأن لهذا الكبد بعض الخصائص المعيّنة.

أرسل الملك رجالاته للبحث عن كبد يحمل تلك الموصفات؛ فأخبروه بأنّ هنالك فتى اسمه صالح يحمل تلك الصفات، فأمر بإحضاره على الفور، في ذلك الوقت قام الملك بإرسال الكثير من الهدايا والأموال لوالدي هذا الطفل لإقناعهم بقتله؛ حتّى وافقوا على قتله وأخذ كبده لعلاج مرض الملك، كان والدي هذا الطفل من الطبقة الفقيرة جدّاً، وبعد عدّة محاولات وافقوا على طلب الملك بقتله لأخذ كبده.

بعد ذلك قام الملك بطلب مفتي ليساله عن حكم ما يريد فعله؛ فأخبره المفتي أنّه إذا كان قتله بسبب علاج الملك فلا بأس به، وفي اليوم الذي كان مقرّر أن يتم قتل هذا الطفل، كان الملك يشاهده من أعلى وهو مكتوف اليدين ويقف الجلاد بجانبه ينتظر الأمر لقتله، لاحظ الملك على هذا الطفل شيئاً غريباً؛ فقد رأى بأنّه ينظر للأعلى ويبتسم.

نزل الملك من مكانه واقترب من الطفل وقال له: ما بك أيّها الطفل لماذا تبتسم وأنت سيتم قتلك؟ قال له الطفل: لقد كنت أريد الالتجاء بوالدي، ولكنّهما آثرا المال على الاحتفاظ بي، وفكّرت أن ألجأ للشيخ؛ فأخبرك بأن قتلي حلال، وهو يعلم بأنّه حرام، وفكّرت أن ألتجأ للملك؛ فقرّر قتلي على أن يعفو عني حتّى يعالج مرضه، فلم أجد سوى الله خير ملجأ. تأثّر الملك كثيراً بكلام هذا الطفل، وقرّر أن يعفو عنه، ويقال بأن الملك بعد فعلته هذه شفي من مرضه بغضون أيام قليلة.


شارك المقالة: