عندما نقع بموقف خطير يهدّد حياتنا؛ فيجب أن نتصرّف بحكمة وهدوء كي ننجو من ذلك الخطر، هذا ما حدث مع الخروف الذي كان مهدّداً بالأكل من قبل الثعلب، ولكن بحيلته وهدوئه وذكائه استطاع النجاة في النهاية.
قصة ذكاء الخروف
عند حافة أحد الأنهار كان الخروف يقف بانتظار صاحبه، وبينما هو كذلك إذ ظهر له الثعلب المكّار فجأةً وقبض عليه وقال: أخيراً استطعت الإمساك بك أيّها الخروف، سوف تكون وجبتي اللذيذة هذا اليوم التي لن أبقي منها شيئاً، فزع الخروف وصار يتخيّل منظره وهو يؤكل على يد ذلك الثعلب؛ فقرّر أن يفكّر بحيلة ذكيّة تساعده على الهروب والنجاة.
نظر الخروف للثعلب وقال له: أرجوك أيها الثعلب اتركني، وعندما همّ الثعلب به ليأكله قال له الخروف: أرجوك انتظر أنا أريد فقط شرب الماء؛ فهذا سيجعل لحمي أطرى بالنسبة لك، كما وأنّه سيصبح ألذّ، نظر له الثعلب وقال: هل تقصد أيّها الخروف أن لحمك الآن مرّاً؟ قال له الخروف: صدقّني أيّها الثعلب فالماء خلقه الله ليحيي كل شيء، دعني أشرب الماء وإن لم تصدقّني جرّب لحمي الآن، ولكن أنا أثق أنّه لن يعجبك إلّا اللحم الطري اللذيذ.
فكّر الثعلب قليلاً ثم قال في نفسه: سوف أجعل هذا الخروف يشرب الماء؛ فأنا سوف آكله لا محالة لا بأس في ذلك، سأنعم باللحم الطري واللذيذ، عندما ذهب الخروف واقترب من النهر ليشرب بدأ يفكّر في حيلة أخرى ليهرب من هذا الثعلب؛ فخطر بذهنه أن يقوم بغسل صوفه.
عندما اقترب منه الثعلب قال له الخروف: احذر أيّها الثعلب فصوفي مليء بالجراثيم والأوساخ، دعني أغسله لتحظى بطعام لذيذ ونظيف، قال الثعلب في نفسه: أنا لست في عجلة من أمري لأنّني لست جائعاً كثيراً، ونظر للخروف وقال: هيا اذهب واغسل صوفك لكي آكلك دون أن تتألّم، عندما غسل الخروف صوفه بدا شكله أجمل، وتهيّأ الثعلب لأكله.
في ذلك الحين علم الخروف أنّه سيؤكل لا محالة؛ فقام بالمحاولة الأخيرة وقال للثعلب: أريد منك طلباً أخيراً أيّها الثعلب، غضب الثعلب منه وقال له: يا لك من خروف كثير الطلبات، قال له الخروف: أرجوك فهو طلبي الأخير أن تنظر لقدمي الخلفيتين وترى إن كانتا نظيفتين أم لا، ثم تأكلني.
وافق الثعلب وعندما انحنى ليرى قدمي الخروف، أسرع الخروف ورفسه بقوة باتجاه النهر ووقع به، نظر الخروف للثعلب وقال: يا لك من ثعلب أحمق، وبذلك نجا الخروف وركض وهو سعيد بنجاته من هذا الثعلب المكّار.