من لا يحتفظ بالقليل يحرم من الكثير، هذا الدرس الذي كان جد رائد يريد أن يعلّمه إيّاه في قصة اليوم؛ حيث كان رائد ولد مهمل بصغائر الأمور، ولكن عندما أعطاه جدّه هذا الدرس صار أكثر حرصاً ووعد جدّه أن يبتعد عن الإهمال.
قصة رائد المهمل
رائد ولد في الصف الرابع، كان لديه صفة سيّئة جدّاً وهي الإهمال في أغلب الأحيان، وفي يوم من الأيام وبينما كان جده يستمع لحديث، سمعه وهو يقول: يا إلهي هذا القلم المصنوع من الرصاص شيء بلا فائدة، يا ترى ما قيمته كي أبحث عنه وأضيّع وقتي؟ استاء الجد كثيراً ممّا سمعه من رائد وقال في نفسه: رائد لا يهتم لصغائر الأمور وهذا أمر مؤسف.
وفي اليوم التالي سمع جد رائد قطرات الماء تسقط من صنبور الماء، فنادى على حفيده رائد وقال له: اذهب يا بني وأغلق صنبور الماء جيّداً، قال له رائد وهو غير مكترث: لقد أغلقته يا جدّي، وما هي إلّا عبارة عن قطرات قليلة من الماء، ليس لها أي قيمة.
أراد الجد أن يلقّن رائد درساً عن إهمال الماء؛ فأمره أن يضع دلواً فارغاً تحت صنبور الماء، ثم ذهب معه إلى حديقة المنزل، وأمره أن يقوم بجمع حبات الذرة التي نثرها هو على الأرض، وعندما جمعها رائد كانت تسع حبات فقط؛ فقال له جدّه: أين هي الحبة العاشرة؟ قال له رائد: إنّها حبة واحدة، وليس لها أي أهمية، قال له جدّه: إذاً اذهب وأحضر دلو الماء الفارغ الذي وضعته تحت الصنبور.
عندما ذهب رائد تفاجأ بامتلاء الدلو بالماء، طلب منه جدّه أن يقوم بسقاية المكان الذي ضاعت به حبة الذرة بالماء الموجود في هذا الدلو، فعل رائد ما طلبه منه جدّه، وبعد مدّة من الزمن، أخذ الجد حفيده إلى مكان حبة الذرة، فتفاجأ رائد بنموها وقد أصبحت كوزين من الذرة، قال الجد لرائد: هل رأيت يا بني ماذا فعلت حبة الذرة وقطرات الماء تلك؟ شعر رائد أنّه قد فهم الدرس، ووعد جدّه أن يصبح أكثر حرصاً على القليل.