من المعروف بأنّ الصديق وقت الضيق، سنحكي اليوم عن قصة خيالية بعض الشيء، تحكي عن فتاة لديها صديق حقيقي وهو التنين الأزرق الجميل، وعندما افتقده ظلّت تبحث عنه، حتى وجدته وكان يعاني من المرض؛ فقرّرت أنا تأخذه وتعتني به لأنّها تريد أن تحافظ على هذا الصديق الحقيقي.
قصة الفتاة والتنين
رغد طفلة صغيرة تبلغ من العمر تسع سنوات، تسكن في المنزل مع صديقها التنين، وكانت تحب التنين كثيراً وتطلق عليه اسم (التنين الجميل)، كانت تستمتع مع هذا التنين كثيراً؛ حيث لا تتناول طعامها ووجباتها الرئيسية إلّا معه، بالإضافة إلى أنّها تقضي معه أوقاتاً جميلة وممتعة ومسليّة، وكانت هي تعتني به كأمّه؛ فتحميّه وتخرجه في نزهة كل يوم.
وفي يوم من الأيام استيقظت رغد في الصباح الباكر كما في كل يوم، وذهبت إلى المطبخ لتعد طعام الإفطار لها ولتنينها الجميل كما تفعل كل يوم، وعندما انتهت من إعداد وجبة الإفطار ذهبت لتنادي على التنين الجميل صديقها، ولكنّها لم تجده في المنزل في ذلك المكان الذي اعتادت أن تجده به؛ لذلك نزلت رغد إلى حديقة المنزل لتبحث عنه.
بحثت رغد في الحديقة وصارت تنادي بصوت عالي: يا تنيني الجميل أين انت؟ هيا تعال لتأكل معي، ولكنّها لم تجده أيضاً، وبينما كانت رغد تمشي في الحديقة إذ سمعت صوتاً خلف أحد الأشجار، وعندما ذهبت لترى الأمر إذ وجدت كلباً يلعب بالكرة خلف الشجرة، شعرت وقتها رغد بالحزن لأنّها ظنّت أنّه التنين صديقها، وعندما وجد الكلب نظرة الحزن في عيون رغد قال لها: ما بك يا رغد لماذا تبدين حزينة؟ قالت له: لقد كنت أبحث عن صديقي التنين ولم أجده.
نظر لها الكلب وقال لها: ما رأيك أن نصبح أنا وأنتِ أصدقاء ونلعب سويّةً كما تفعلين مع التنين؟ نطرت له رغد وقالت: أنت كلب لطيف ورائع، ولكنّني أمتلك تنينّاً مميّزاً ويختلف عن باقي الحيوانات جميعها، وسارت رغد لتكمل بحثها عن التنين الجميل، فكّرت أين من الممكن أن تجده؛ فخطر في ذهنها ملعب الأطفال المجاور لمنزلها وقالت في نفسها: ربمّا يكون التنين قد شعر بالملل وذهب إلى هناك.
دخلت رغد إلى ملعب الأطفال وصارت تنادي بصوت عالي: يا تنيني الجميل أين أنت؟ ولكنّها لم تجد أيضاً، فجأةً بينما كانت تسير داخل الملعب إذ وجدت تراباً يتطاير في الهواء وكأنّ هنالك أحد يقوم بالحفر أسفل الأرض، وعندما اقتربت وجدت النعامة تضع رأسها في الأرض وتحفر، فسألتها عن التنين الجميل، قالت لها النعامة: كلا أنا لم ألمح التنين الضخم الذي تتحدّثين عنه، ولكن لماذا تبحثين عنه؟ قالت له رغد: إنّه صديقي المفضّل، قالت لها النعامة: وماذا تريدين من تنين كهذا، فقط ساعديني بالحفر وسنكون أنا وأنتِ من أفضل الأصدقاء.
نظرت رغد للنعامة وقالت: شكراً لكِ ولكن أنا لدي صديق عزيز، وهو يساعدني في كل شيء، وأجده متى أحتاجه، أكملت رغد طريقها لتبحث عن التنين الجميل، وخرجت من الملعب وكانت تسير في الشارع، فجأةً سمعت رغد صوت حركة غريبة في القمامة، وعندما اقتربت وجدت مجموعة من الكائنات الغريبة تأكل من القمامة بطريقة غريبة، سألتهم رغد: هل رأيتم تنين لونه أزرق يطير في هذا المكان؟ ردّت عليها إحدى الكائنات: لم نر هذا التنين الذي تتحدّثين عنه، ولكن لماذا تبحثين عنه، فقط تعالي وانضمّي لنا لنأكل من القمامة.
نظرت رغد لهذه الكائنات الغريبة وقالت لها: شكراً لكم، يبدو أنّكم تستمتعون بالأكل من هذه القمامة وبواقي الطعام، ولكن أنا لا أحب أن آكل من بواقي الطعام، طعامي المفضّل هو الفواكه الطازجة، أكملت رغد سيرها فوجدت مجموعة من الأشجار التي يبدو عليها أنّها قد احترقت وكانت ملقاة على طرف الشارع، تفاجأت رغد من هذه الأشجار وكيف تمّ حرقها.
ظلّت رغد كذلك حتى وصلت إلى البحيرة، فوجدت التنين الجميل أخيراً، أسرعت رغد لترى التنين الجميل صديقها وقالت له: ماذا تفعل هنا يا تنيني الجميل؟ لقد كنت أبحث عنك في كل مكان؟ قال لها التنين: أنا أعتذر منكِ يا صديقتي رغد، ولكن أصابني الزكام، وعندما كنت أريد العطس كانت النار تخرج من فوّهة فمي وتحرق الأشجار، وأنا قد أتيت هنا لكي لا أحرق المزيد منها.
نظرت رغد لصديقها التنين العزيز وقالت له: لا تقلق يا صديقي؛ فسوف تعود معي إلى المنزل، وأنا سوف أعتني بك حتى تشفى؛ فالصديق وقت الضيق.