تُعتبر رواية بيت الأرواح من الروايات التي اشتهرت في المجتمع التشيلي، إذ قامت بتأليفها الكاتبة والأديبة إيزابيل الليندي، سنة 1942م، حيث تميزت الكاتبة بمؤلفاتها التي تحمل طابع الفكاهة والسخرية وروح الدعابة، كما قد حصلت الروائية على مجموعة من الجوائز تقديرًا لتميزها وإبداعها في مجال الأعمال الأدبية، كما أنها كان اسمها من الأسماء التي تطرح بشكل مستمر؛ من أجل الفوز بجائزة نوبل في الأعمال الأدبية، ومن أبرز الأعمال الأدبية التي قدمتها رواية (بيت الأرواح)، والتي تم ترجمتها على أرض الواقع إلى عمل سينمائي ضخم في سنة 1993م.
نبذة عن الروية
تميزت رواية بيت الأرواح بمكانة أدبية مرموقة في العديد من دور النشر، لكن هناك الكثير من دور النشر التي اتخذت قرار بعدم الموافقة على نشرها؛ وذلك لأنّ النقاد أشاروا إلى أنها تحمل في مضمونها أبعاد اجتماعية وسياسية كبيرة، لكن هناك من كان يراها أنها تمزج الواقع بالخيال، وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك دار واحدة وافقت على طباعتها ونشرها.
وحالما نزلت إلى الأسواق لاقت رواجاً كبيراً واستحساناً عظيماً بين القراء مما جعلها تحصد أكبر نسبة مبيعات في ذلك الوقت، ومن هنا انتشرت حول العالم بأكمله وتمت ترجمتها إلى حوالي ثلاثين لغة، فقد كانت من أهم الروايات التي تم طرحها، فقد عبرّت عن التطلعات المستقبلية والطموحات التي يطمح الإنسان في تحقيقها، ومما دفع الكاتبة لتأليف تلك الرواية حينما شعرت بأنّ جدها سوف يغادر الحياة، فبينت من خلال الرواية مدى قوة وترابط العلاقات الروحية والاجتماعية بين العائلات.
رواية بيت الأرواح
في البداية كانت تدور أحداث ووقائع الرواية حول إحدى المدن التي تقع في أمريكا الجنوبية، دون التطرق لذكر اسم تلك المدينة، وكانت الفترة التي دارت فيها الأحداث، هي الفترة الأخيرة من القرن التاسع عشر، إذ تناولت موضوع إحدى العائلات والتي تعرف باسم عائلة تروبيا، وهي من العائلات المعروفة بالارتباط الاجتماعي والروحي بين أفرادها، فقد تناولت موضوع الأهداف والتأملات المستقبلية التي تطمح لها العائلة.
أول موضوع تناولته الكاتب للحديث عنه، هو المرحلة الزمنية التي كانت تعيش فيها العائلة، ودور كل فرد من أفراد العائلة، ومدى تأثير شخصية كل منهم على الوقائع التي تدور من حولهم في تلك الحقبة الزمنية كما أشارت الكاتبة على مدى تأثير كل فرد منهم على الآخر داخل إطار العائلة.
بدأت الكاتب بفرز الأفراد كل منهم على حده، ووضع الصفات الحقيقة لهم، وأول ما بدأ بشخصية البطلة الرئيسية في الرواية والتي تسمى (كلارا ديل فالي)، إذ وصفتها بأنها من أطيب الفتيات على وجه الإطلاق، حيث كانت تمتلك حس المرهف وجميل، إضافة إلى أنها كانت في سن مبكر من عمرها تمتلك قدرات خارقة خاصة بها، إذ كانت تقوى على تحريك الأشياء من حولها، كما لو كانت لديها قوى خارقة بداخلها.
ومن أهم الميزات التي اتصفت بها كلارا كذلك، هي مدى قدرتها على قراءة ما قد يحصل في المستقبل، ولكنها في مرحلة ما من عمرها تعرضت لصدمة قوية، مما جعلها تفقد القدرة على الحديث والحوار، والصدمة كانت موت أعز أخت لديها، وهي ما كانت تسمى روز الجميلة، وقد استمرت مدة تلك الصدمة تسع سنوات، وبالرغم من كل المحولات إلى أنها لم تجدي نفعاً، لم تقوى على الكلام إلا بعد السنوات التسع، وحين نطقت قالت أنه سوف تتزوج في القريب العاجل، وبالفعل هذا ما حصل في الحقيقة، فقد تزوجت كلارا في وقت قصير، وأنجبت ثلاثة من الأبناء.
وبعدها أشارت الكاتبة إلى الشخصية الثانية ألا وهي من الشخصيات المهمة والرئيسية في الرواية وهو (استبيان تروبيا)، وهو الرجل الذي تنبأت به الفتاة أنها سوف تتزوج منه، فقد كان من الأشخاص الذين يتميزوا بالقوة والصرامة في كافة أمور حياته، بالإضافة إلى أنه شخص حينما يقع غضبه يكون بغاية الشدة والحزم، وبينما رجع إلى العاصمة؛ من أجل أن يشاهد أمه التي كانت في أيامها الأخيرة، كان يبلغ من العمر الخامسة والثلاثين عاماً، وفي تلك الفترة كان يبحث عن عروس؛ لأنّ كان في مرحلة الخطبة حينما توفيت خطيبته، ثم وجد كلارا وأعجب بها وتزوجها، فقد كان يعشقها بدرجة كبيرة.
الشخصية الثالثة التي أشارت إليها الكاتبة في تلك الرواية هي شخصية (بلانكا) وهي من الفتيات التي تتميز بشخصيتها الضعيفة والمهزوزة، غير أنها لم تكن علاقتها مع أبيها تسير بشكل جيد، ومن بين تلك الشخصيات التي ظهرت أيضاً في الرواية شخصيتي التوأمين جيمي ونيكولاس، فنيكولاس كان مندمج في البحث والتعمق حول الديانات الشرقية، بينما جيمي، فقد أصبح طبيبًا أنذر نفسه في مساعدة وتقديم العلاج للمنكوبين من الحروب والفقراء.