تُعتبر رواية غاتسبي العظيم من أهم الروايات التي ظهرت في مجال الأدب، وعلى وجه الخصوص في مجال الأدب الأمريكي، إذ تعود كتابتها إلى المؤلف والأديب الأمريكي (سكوت فيتزجيرالد)، عمل على إصدارها في سنة 1925م.
نبذة عن الرواية
تحدث المؤلف من خلال الرواية عن العديد من المواضيع التي تندرج تحت الأخلاقيات في القرن العشرين، وذلك مثل التصنع بالمثالية، والانخراط خلف الانحطاط ومدى تأثيره على المجتمع، بالإضافة إلى التغييرات الاجتماعية، وما جعله يتطرق إلى مثل تلك المواضيع هو أن تلك المرحلة من الوقت كانت بمثابة نقطة تحول كبيرة في حياة الشعب الأمريكي، وقد أطلق فيتزجيرالد على تلك الفترة عصر الجاز، وعمل على ترجمتها إلى رواية.
كانت تدور الوقائع في الرواية في مطلع القرن التاسع عشر، حول البطل غاتسبي، فهو من سكان مدينة بلونغ أيلاند، يتمتع بالكثير من الثراء والرفاهية، وما كان يبرز ذلك بشكل كبير القصر العظيم الذي كان يمتلكه، فقد كان محل أنظار لكافة الناس من جميع الأرجاء، كان حريص جداً على إقامة الحفلات في كل يوم؛ وذلك من أجل أن يحظى بجذب عشيقه السابقة التي حدث فراق بينهم.
قصة رواية غاتسبي العظيم
في البداية كانت تدور الوقائع في الرواية على لسان أحد الأبطال على لسان أحد أبطال الرواية، ويسمى نك، وهو من الأشخاص الذين تخرجوا من جامعة بيل، كما كان من الأشخاص الذين قد ساهموا في الحرب العالمية الأولى، وفي أحد الأيام وجد عمل بائع سندات في مدينة نيويورك، مما جعله يقوم باستئجار منزل في قرية ويست ايج بلونغ أيلند، فقد كان المنزل على مقربة من القصر الفخم الذي تقام فيه الحفلات الصاخبة كل يوم، وهو ما تتبع ملكيته إلى ال البطل غاتسبي الثري.
كان في الجهة المقابلة من خليج ويست ايج تقع قرية ايست ايج، وهي تلك البلدة التي تسكن فيها دايزي بوكنان، وهي أحد أقرباء نيك مع زوجها توم، وفي يوم من الأيام وصل نك إلى بيت قريبته؛ من أجل تلبية لدعوة العشاء، وخلال ذلك يحين له التعرف على جوردان بيكر، وهي أحد لاعبات الرياضة، والتي تحترف في مجال الجولف، إذ تبدو جميلة وجابة فسرعان ما يقع في حبها، ومن هنا وتنشأ بينهم علاقة غرامية، فأخبرته عن غدر توم لدايزي مع لحبيبته المتزوجة وخيانتها، والتي تسمى ميرتل ويلسون.
وفي غضون فترة قصيرة، يهم نك بالسفر إلى نيويورك برفقة توم، وعند وصولهم إلى منزله، يقيموا حفلة في المساء، وفي أثناء الحفلة يتقابل توم وميرتل، وهنا تحدث فيما بينهم مشاجرة كبيرة، انتهت بكسر توم لأنف ميرتل؛ وذلك لأنه من خلال حديث بينهم قام فيه بذكر اسم دايزي، ومع مرور الأيام في ذات الصيف يحدث وأن يتلقى نك دعوة لحضور حفلة من قِبل غاتسبي العظيم المشهور في إقامة الحفلات على مدار ليالي الصيف.
يقوم باصطحاب عشيقته جوردان بيكر إلى الحفلة، وفي تلك الأثناء يجتمعان مع غاتسبي، إذ يرونه على عكس ما تم توقعه عنه، فهو شاب صغير في السن يمتلك الأموال والثروة، كان قد سبق له الالتقاء بنك في الحرب العالمية الأولى، فقد كانا يخدمان سويًا في ذات القسم، يعرف نك فيما بعد أن غاتسبي ودايزي كان قد تعرفا على بعضهم البعض من محض صدفة خلال سنة1917م، حيث كانت دايزي وزميلاتها يقومون بتقديم الخدمات التطوعية لضباط الجيش خلال الحرب.
ومنذ ذلك الوقت كان غاتسبي قد دخل في علاقة غرامية مع دايزي، تلك الفتاة التي تتميز بحسن خلقها وجمالها، والتي كان وما زال يبحث عنها، حتى أن وصل به المطاف إلى بلدة ويست ايج، وكان على مدار الأيام يقيم الحفلات، ويدعي الكثير من الناس على أمل أن تأتي دايزي في يوم من الأيام وتقف أمام قصره وتشاهد حياته التي يملئها الغنى والثراء.
ومن هنا بدأ غاتسبي بتقوية علاقته بنيك قريبها، واستغله من أجل أن يقوم بترتيب لقاء له مع دايزي، حينها دعا نك دايزي من أجل احتساء الشاي في بيته، لكنه لم يقوم بإخبارها بأن غاتسبي سوف يكون موجود، فعند قدوم دايزي حصل ارتباك بين الطرفين في بداية الأمر، لكن سرعان ما عادت العلاقة الغرامية بين غاتسبي ودايزي من جديد في فصل الصيف كذلك.
وفي أحد الأيام وصل خبر العلاقة إلى توم زوج دايزي، ثار داخله الغضب وشعر بأن زوجته قد خانته، وبالرغم من أن هو ذاته أيضاً مرتبط في علاقة مع امرأة أخرى هي ميرتل، ولكن يقدم على مواجهة غاتسبي، إذ يخبره بأنه ودايزي يجتمع بينهم تاريخ وذكريات، لا يمكن نسيانها ولا يمكن لأحد أن يفهمهما، كما يذهب لرؤية دايزي ويخبرها أن غاتسبي ما هو إلا مجرم خطير، حيث اكتسب كل ما يملكه من ثروة ومال من خلال عمليات التهريب التي كان يقيمها في تجارة الكحول وغيرها الكثير من من العمليات غير القانونية وغير الشرعية.
وفي تلك اللحظات شعرت دايزي أن انتمائها لا يمكن أن يكون لغير زوجها فقط، ولكن من أجل أن يثبت توم لغاتسبي، أنه لا يمكنه التأثير بأي شكل من الأشكال على دايزي أبداً، سمح لها بالذهاب معه إلى مدينة إيست إنج، وبينما هما في طريق العودة، تصدم السيارة عشيقة توم، مما يؤدي إلى قتلها، يشاهد الحادثة كل من نك وجوردان، ليخبر غاتسبي نيك أنّ دايزي هي من كانت تقود السيارة أثناء الحادثة، ولكنه أنه سوف يقوم بالتضحية من أجلها ويخبر عن نفسه.
ومن خلال متابعة الأحداث التي وقع بها الحادث، تمكن جورج ويلسون زوج ميرتل، استنتاج أن صاحب السيارة التي ضربت زوجته، هو العشيق التي كانت على علاقة به، وحين يعلم أن سيارة من ممتلكات غاتسبي، عزم على الفور بالانتقام، فذهب إلى قصره وأطلق عليه النار، ثم بعد ذلك يقوم بقتل نفسه، وعند تجهيز الجنازة من قِبل نك، لم يقدم أي شخص إلى حضورها، فقد اختفوا كل هؤلاء الذين كانوا على دوام كامل في حضور جميع حفلاته.
وبعد مرور فترة قصيرة من الوقت اكتشف نك أثناء حوار له مع توم في مدينة نيويورك، أن توم هو في الحقيقة من قام بإخبار جورج أنّ السيارة لغاتسبي، كما كان هو من أخبره بمكان إقامته، أصيب بخيبة كبيرة من انعدام الثقة في الأخلاقيات والفضائل، وهنا تنتهي القصة بالمأساة والإحباط واليأس، فقد سلطت الرواية الضوء على مجموعة من القيم الغربية السيئة والرذائل المنحطة التي ظهرت في تلك الفترة في المجتمع الأمريكي.