الشكل الخارجي لا يحكم على باطن الشخص؛ فلكل منا ميّزات تجعل منه شخصاً مختلفاً عن غيره، سنحكي في قصة اليوم عن زحلف كانت تربّيه البطة بطوطة، ولكن الكتاكيت الصغيرة ترفض اللعب معه لشكله المختلف عنهم، ولكن عندما تعرضت الكتاكيت للخطر أنقذهم هذا الزحلف الشجاع؛ فاعتذروا منه على حكمهم الخاطئ وصاروا جميعاً من أعزّ الأصدقاء.
قصة زحلف الشجاع
في إحدى المزارع تسكن أنواع مختلفة من الطيور مثل: الدجاج والطيور والحمام والبط، ولكن كان من أكثر الأصناف تواجداً في تلك المزرعة هو البط؛ لهذا السبب تمّ تسمية هذه المزرعة باسم مزرعة البط، كانت جميع الحيوانات تعيش في هذه المزرعة بسعادة ما عدا واحد من البط وهي البطة بطوطة؛ والسبب في ذلك أنّها كانت تتمنّى أن تحظى بأطفال صغار لتطعمهم وتعتني بهم.
البطة بطوطة كانت دائماً ترفع يديها إلى السماء وتدعو الله أن يرزقها بأن تحصل على البيض الذي يكون بداخله البط الصغير، في يوم من الأيّام كانت البطة بطوطة تسير في الطريق فوجدت بيضة، لقد استجاب الله دعائها بكرمه ورزقها ببيضة، أخذت البطة بطوطة البيضة وكانت فرحة بها وعادت بها إلى المزرعة، جميع الحيوانات قاموا بتهنئة البطة البطوطة؛ إذ أنّها ستحظى ببط صغير.
رقدت البطة بطوطة على البيضة انتظرت حتّى تفقس، ولكن تفاجأت بطوطة بأن البيضة عندما فقست لم يخرج منها بطة صغيرة بل كان زحلف صغير، وكان غريب الشكل ولا يشبه البط، على الرغم من ذلك قرّرت البطة أن تعتني به حتّى يكبر، كبر زحلف وصار يذهب إلى المدرسة كل يوم، ولكنّه كان عندما يأتي للبط والكتاكيت ويطلب اللعب معهم كانوا يرفضون لك بسبب شله المختلف عنهم.
عاد زحلف إلى أمّه بطوطة حزيناً وقال لها: يا أمّي إن البط يرفضون اللعب معي لأنّني لست جميل الشكل، قالت له أمّه: لا تحزن يا بني فأنت تملك ميّزات لا يملكونها البط والكتاكيت، لدى كل منا ما يميّزه، لا بدّ أن يأتي يوم ويقدرّك الجميع، فرح زحلف بكلام أمّه، وذهب ليجلس بجانب شاطئ البحر.
عندما كان يراقب القوارب الصغيرة رأى فجأةً مجموعة من الكتاكيت تركب إحدى القوارب الصغيرة، ولكن هبّت الرياح بقوّة حتى أوقعته، ولأنّ زحلف شجاع وماهر في السباحة أسرع وأنقذهم من الموت، وأحضرهم إلى شاطئ البحر، شكر البط والكتاكيت زحلف وأحضروا له هدية تعبيراً عن حبّهم له وعن تقديرهم لشجاعته، وصار زحلف صديقاَ للجميع.