نواجه في حياتنا الكثير من المشاكل، نظن أن بعضها سهلة الحل وبعضها الآخر مستحيل، ولكن عندما نحاول أن نستخدم العقل للتفكير نستطيع أحياناً أن نجد حلّاً وهذا أفضل من الجلوس وعدم التفكير بحل للمشكلة، وسنحكي في قصة اليوم عن نحلة نشيطة كانت تعاني من مشكلة سرقة العسل الذي تجمعه، وعندما ذهبت للثعلب لم يستطع معرفة السارق ولكنّه ساعدها بفكرة أخرى ساعدتها على عدم التعرّض للسرقة مرة أخرى.
سارق العسل:
كان هنالك نحلة نشيطة جدّاً واسمها أسل، كانت أسل تطير كل يوم بين الأزهار الجميلة لجمع الرحيق منها ما استطاعت، ثم تعود إلى منزلها وهي في غاية السعادة بعملها، وفي يوم من الأيام عادت أسل للمنزل وتفاجأت بأن العسل الذي جمعته قد انسكب على الأرض؛ فحزنت لذلك كثيراً.
أدركت أسل وقتها أن هنالك أحداً حاول سرقة العسل؛ فبدأت تنظر يميناً وشمالاً ولكنّها لم تجد أحد؛ شعرت بالضيق الشديد وقرّرت أن تذهب للثعلب ثعلوب لكي تشتكي له أمرها وعندما سألها عن الأمر قالت: لا أعلم من دخل منزل وحاول سرقة العسل؛ فقد كنت خارج المنزل أقوم بجمع العسل، وعندما عدت وجدت العسل مسكوباً على الأرض.
كان السيد ثعلوب معروفاً بمساعدته للجميع؛ فقام بعدّة محاولات لكي يحاول معرفة السارق ولكن مضت أيّام فلم يستطع معرفته، فكّر في إيجاد حل لمشكلة هذه النحل النشيطة التي حاول أحد استغلالها وسرقة جهدها، قام باستدعائها بعد مدة وقال لها: أعذريني أيها النحلة ولكنّني لم أستطع معرفة السارق ولكن لدي لكِ حلّاً أرجو أن يعجبك، قالت له: وما هو الحل؟ قال لها: سأبني لكِ صندوقاً وله مفتاح لكي لا يستطيع أحد دخول الخلية وأنتِ في الخارج تجمعين الرحيق.
فرحت النحلة بهذه الفكرة، وفي اليوم التالي ذهب ثعلب وأحضر ألواح الخشب والمسامير، وبدأ بصنع صندوق خشبي وأعطى المفتاح للنحلة وقال لها: من الآن أنتِ تستطيعين الخروج ووضع العسل في أمان ولن يستطيع دخول المنزل دون استئذان، فرحت النحلة أسل بفكرة الثعلب ومساعدته لها، وأعطته مرتبان من العسل كهدية له وشكرته كثيراً، ومنذ ذلك الوقت استطاعت النحلة أسل الحفاظ على عسلها ولم يستطع أحد الاقتراب منه.