صاحب الحيلة دائماً يظن أنّ الجميع من حوله حمقى وأغبياء، ولكن الحقيقة هي أنّ الحيلة لا تنجح دائماً، سنحكي في قصة اليوم عن طائر محتال حاول أن يقوم بأكل المخلوقات التي تعيش في البحيرة، ولكن سرطان البحر كان أذكى منه واستطاع كشف حيلته وقتله.
قصة سرطان البحر الذكي
كان هناك طائر يعيش في إحدى برك الماء واسمه أبو قردان، كان أبو قردان قد اعتاد على اصطياد الأسماك من البركة كي يأكلها، ولكن بدأ يكبر هذا الطائر ولم يعد يقوى على فعل ذلك؛ لذلك جلس وفكّر في خطّة ما فقد أمضى عدّة أيام من دون طعام، في اليوم التالي جلس أبو قردان على حافة البركة وتظاهر بالحزن الشديد.
كان يسكن هذه البركة سرطان البحر، وكان لطيف ومحب لأي حيوان في البركة؛ فعندما رأى أبو قردان يجلس حزيناً اقترب منه وسأله: ما بك لماذا أنت حزين هكذا؟ نظر له أبو قردان وبدا عليه أنّه يصعب عليه حتّى أن يتكلّم؛ بسبب عظم الأمر الذي يخفيه بداخله.
شعر سرطان البحر بالخوف فعاد وسأله: أرجوك أخبرني ماذا حدث؟ رد عليه: لقد سمعت من أحد الأشخاص أن هذا العام ستتعرّض بحيرتنا للجفاف التام، وسيموت كل من فيها؛ لأن المطر سيكون شحيحياً جدّاً خاصّة في جهة البحيرة، وأكمل حديثه وهو يتظاهر بالحزن الشديد لحال المخلوقات الأخرى وقال: أنا طائر كبير الحجم وأستطيع أن أنقذ نفسي، أمّا أنتم فلا زلتم مخلوقات صغيرة لا بد أنكم لن تستطيعون التحمّل والصبر.
ما كان من سرطان البحر إلّا أنّه أسرع ليخبر كل الأسماك بما سمع، عندما سمعوا بذلك خافوا على أنفسهم من الموت وقرّرو الانتقال إلى بحيرة أخرى، سمعهم أبو قردان وأسرع وعرض عليهم أن يساعدهم بذلك، وبدأ يحمل الأسماك على ظهره كي يساعدهم، بينما كانت الأسماك سعيدة وراضية بذلك.
كان هذا الطائر اللئيم يتظاهر بمساعدة الأسماك، وعندما يمسك السمكة بمنقاره بدلاً من أن ينقلها إلى بحيرة أخرى كان يذهب ويختبئ بين الصخور ويأكلها، بعد ذلك يجلس حتّى بالمساء ويعود باليوم التالي ليقوم بنفس المهمّة، وفي يوم من الأيام جاء سرطان البحر قال لأبو قردان: متى ستحملني على ظهرك وتنقلني إلى البحيرة الأخرى؟ فرح أبو قردان وقال في نفسه: هذه فرصة جيّدة بدلاً من أكل الأسماك كل يوم، سأجرّب أكل لحم سرطان البحر لا بد أنّه سيكون لذيذاً.
ولأن سرطان البحر ليس كحجم الأسماك؛ فلم يستطع أبو قردان أن يحمله بمنقاره فصعد على ظهره، وبينما كان أبو قردان يطير شعر سرطان البحر أنّه يسلك طريقاً لا يؤدّي إلى البحيرة فسأله: إلى أين ستأخذني أيها الطائر؟ رد عليه وهو يشعر بأنّه أحمق وغبي: سأفعل معك كما فعلت مع الأسماك سألقيك بين الصخور كي تتحطّم ومن ثم ستكون وجبتي اللذيذة.
لم يكن سرطان البحر بالحماقة التي يظنها الطائر؛ لذلك ما كان منه إلّا أنّه أمسك برقبته بواسطة مخالبه القوية، واستطاع أن يقتله، وعاد وأخبر الأسماك بما حدث معه.