قصة سر صندوق الأزرار

اقرأ في هذا المقال


من أكثر الأوقات إمتاعاً للأطفال هو جلوسهم مع الأجداد والسماع لذكرياتهم، وسنحكي في هذه القصة عن فتاة اسمها أسماء تجد صندوقاً في منزل جدّتها مليء بالأزرار، وتقوم الجدّة بقص الحكايات لحفيدتها وإخبارها بأسرار هذه الأزرار.

سر صندوق الأزرار:

كان هنالك طفلة صغيرة واسمها أسماء، زارت أسماء جدتها في يوم من الأيام وبدأت تتجول في المنزل والغرف المليئة بالحكايات، وفي أثناء تجوالها فتحت خزانة جدتها وأخرجت منه ثوباً مطّرزاً وشال ولبستهم، وأثناء ما كانت تخرج الثوب ارتطم الثوب بصندوق صغير في خزانة الجدّة، وعندما أمسكت به أسماء بدأت الكثير من الأزرار الجميلة تسقط منه، ذهبت لأسماء لجدتها تسألها عن هذه الأزرار.

كانت هذه الأزرار تلمع وتتلألأ على الأرض، شعرت أسماء بالارتباك ولم تكن تعرف ماذا ستقول، وفجأة دخلت جدّتها وعندما رأت الأزرار على الأرض ابتسمت وقالت لحفيدتها: أيتها الصغيرة الجميلة اكتشفتِ سر هذه الأزرار.

شعرت أسماء بالخجل من جدّتها وصارت تعتذر منها وقالت: سامحيني يا جدّتي لقد أوقعته بالخطأ، ردّت عليها جدّتها: لا عليكِ يا ابنتي تعالي معي لنجمع الأزرار، بينما كانت الجدّة وحفيدتها تجمع الأزرار بدأت أسماء تسأل جدّتها: لماذا تحتفظين بهذه الأزرار الجميلة يا جدّتي، تأوّهت الجدة مطوّلاً وقالت: يا حفيدتي العزيزة هذه الأزرار لكل زر منها حكاية انظري لها فواحد شكله دائري وهذا مربّع، هذا معدني وهذا بلاستيكي ولقد قمت بجمعها في هذا الصندوق لكي أحتفظ بجميع هذه الذكريات.

تحمّست أسماء لسماع أسرار هذه الأزرار وطلبت من جدّتها أن تخبرها بالذكريات، فأمسكت بواحد من الأزرار وكان لونه أرزق لامع وقالت: هذا الزر علق في شالي وسقط من فستان عمّتك حنان في خطبتها أثناء تقبيلي واحتضاني لها، ثم مسكت زر لونه برتقالي وقالت لها: هذا الزر سقط من خالك أحمد أثناء ما كان يحاول أن يقطف قطفاً من العنب من حديقة البستان.

بعد ذلك أمسكت زر لونه بني وقالت: هذا الزر سقط من ابن عمّك بهاء عندما كان يلعب مع ضياء في باحة المنزل، وهذا الزر المدوّر لخالتك سماح وقع منها وهي تطعم القطة تحت شجرة الليمون، وهذا زر جارنا خالد سقط من معطفه وهو أن يقطف البرتقال، وهذا زر ابن خالتك نادر سقط منه وهو يلعب مع الغميضة مع ديما.

أمّا هذا الزر الخشبي فلقد سقط من رجل لا أعرفه وهو مصنوع من خشب الزيتون، وأنا أحتفظ به لكي أعيده له عندما أراه في السوق، فسألت أسماء جدّتها: وأنتِ يا جدّتي ألا تخافين أن يضيع واحد من أزرار فستانك؟ قالت لها الجدّة: كلّا يا ابنتي فأنا ثوبي لا يوجد به أزرار. ضحكت أسماء وقالت لجدّتها: الآن فهمت يا جدّتي لماذا تحتفظين بهذه الأزرار، فثوبك وسروال جدّي لا يوجد به الأزرار فما أجمل هذا الزي.


شارك المقالة: