يمرّ الإنسان بمواقف صعبة تتطلب منه المواجهة، واتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب، سنحكي في قصة اليوم عن قبطان تعرّض ابنه وباقي الأطفال للخطر من سمكة قرش كبيرة ولكن بذكائه وقوّته استطاع إطلاق المدفعية عليها وإنقاذ الجميع.
قصة سمكة القرش
كان هنالك مجموعة من الجنود يسيرون فوق إحدى السفن الحربية، وفي ذلك اليوم كان الجو لطيفاً لكن من شدّة حرارة الشمس التي كانت تأتي من الصحراء ازدادت رطوبة الهواء، وعندما غربت الشمس أخبر القبطان جميع من السفينة أن وقت السباحة قد حان، فسعد الجميع لأنّهم سيتمتعون ببرودة الماء.
نزل الكل من السفينة للسباحة، وكان على متنها الكبار والأطفال الصغار؛ بدأ الأطفال يتسابقون في الماء، كان من ضمن الأطفال طفلين صغيرين يتسابقان في الماء وكان الجنود يشجعون أحدهما. كان الجو مليئاً بالحماس والسعادة، وفجأةً سمع الجميع شخص ما يصرخ من أعلى السفينة: احذروا هنالك قرش هنالك قرش، شعر الجميع بالذعر وأسرعوا عائدين إلى السفينة ما عدا الصغار؛ فكانوا يسبحون في مكان بعيد ولم يسمعوا نداء القرش، عندها صاح القبطان بصوت عالي وقال لهم: عودوا سريعاً أيّها الصغار فهنالك قرش في الماء.
كان أحد الأطفال ابن قبطان السفينة؛ فشعر بالرعب وبدأ يصرخ بشكل هستيري على كل من السفينة، ولكن دون جدوى فالأطفال يمرحون بسعادة ولا يسمعون أي صوت، وفجأةً شعر القبطان لأول مرّة أنّه عاجز عن فعل شيء وتحوّل وجهه إلى اللون الأصفر من شدة الخوف، ولكن كان عليه أن يواجه هذا الموقف الصعب.
قام الجنود بإنزال قارب ليصعد به الأطفال ووقتها سمع الأطفال صوت النداء، وصاروا يسبحون في كل مكان، ورأوا القرش من وراءهم، في هذا الوقت قرّر القبطان أن يطلق طلقة من المدفعية كي يصيب بها القرش، ولكنّه كان يعلم أنّها يجب أن تكون دقيقة وإلّا سيصيب بها الصغار، أطلق القبطان الطلقة ووقع من بعدها على الأرض وعم الهدوء في السفينة.
وفجأةً سمع القبطان الجنود من حوله يتحدّثون بسعادة، وكان الدخان قد عمّ المكان، عندما نظر بجانبه وجد أن ابنه والصغار الآخرين بخير، ووجد الدماء تسيل من القرش الذي أصابه بالمدفعية؛ فعلم وقتها أنّه اتخذ القرار الصائب بالوقت الصحيح، كانت مسرور جداً فهو السبب في نجاة ابنه وباقي الأطفال من الموت.