هنالك الكثير من الأساليب التي يمكن استخدامها لترويض الطفل أو لجعله يكتسب عبرة أو درس، سنحكي في قصة اليوم عن أسلوب ظريف استخدمه والد شمس؛ وهذا من أجل أن يوضّح لها أهمية التأقلم مع الظروف القاسية في الحياة.
قصة الفتاة شمس
في إحدى القرى تعيش شمس الفتاة الصغيرة مع والدها ووالدتها، كان والد شمس رجل فاضل ويربي ابنته على الأخلاق الفاضلة، قام والد شمس في إحدى الأيام بمناداتها وطلب منها شيء غريب تفعله، وكان لديه هدف وغاية من هذا الطلب، قال لابنته: أحضري يا ابنتي ثلاثة من الأوعية وضعي في كل وعاء ماء، ضعي في الأول بطاطس وفي الثاني أوراق الشاي، أمّا في الثالث ضعي فيه بيضة واحدة، واتركي تلك الأشياء تغلي بالماء.
تفاجأت شمس من طلب والدها، ولكنّها كانت تعلم تماماً أنّ لدى والدها حكمة من هذا الطلب، وبعد ما نفذّت شمس طلب والدها، ذهبت إلى الأوعية الثلاثة وقامت بغلي كل من البطاطس والبيضة وورق الشاي، وبعد الانتهاء من ذلك قال لها والدها: الآن يا ابنتي ضعي تلك الأشياء في أطباق.
وضعت شمس البطاطس في طبق، وورق الشاي في طبق منفصل وكذلك البيضة، ثم قالت لوالدها: ماذا أفعل الآن يا أبي؟ قال لها والدها: عليكِ الآن يا ابنتي أن تقومي بفحص هذه الأشياء بعد الطهي وما التغيير الذي طرأ عليها، بدأت شمس بتنفيذ ما قاله لها والداها، وبدأت بتقشير البيضة ثم قامت بتقشير البطاطس، وأخيراً وضعت أوراق الشاي ولاحظت التغيير في لونهم.
في ذلك الوقت قال والد شمس لها: لقد كنت أريد منكِ يا ابنتي أن تلاحظي التغيير الذي طرأ على كل من هذه الأشياء؛ فالبطاطس أصبحت طرية أمّا البيضة فكانت طرية وأصبحت صلبة الآن، أمّا ورق الشاي فتغيّر لونه بالكامل، على الرغم من تعرّضهما لنفس الظروف ولكن كل منهما كان له ردّة فعل مختلفة.
قالت شمس لوالدها: هذا صحيح يا أبي؟ قال لها والدها: هكذا نحن يا ابنتي عندما نتعرّض لظروف صعبة في حياتنا يقدّم كل منّا ردّة فعل مختلفة، فمن النّاس من يرضى ويشكر ويتأقلم مثل البطاطس، ومنهم من يجحد ولا يقاوم فيصبح صلباً مثل البيض، ومنهم من يتغيّر تماماً كأوراق الشاي؟ فمن أنتِ من بين هؤلاء؟ علمت وقتها شمس العبرة والمغزى من كلام والدها، وأنّه يجب على الشخص أن يكون مرناً تجاه كل الظروف القاسية التي تمرّ بحياته.
