إن لم تستطع رد المعروف أو الإحسان فلا تنساه، سنحكي في قصة اليوم عن تاجر كان لديه حصان يجر عربته التي يبيع منها للناس، ولكن عندما كبر الحصان وأصبح عجوزاً تخلّى عنه صاحبه ولم يقدّر له خدمته، علم بحاله حاكم المملكة العادل فقام بتوبيخه على نسيان الإحسان وطلب من الحصان العيش معه في قصره.
قصة صابر وحصانه
في قرية من القرى كان يعيش صابر مع حصانه الذي يجرّ العربة، يحمل صابر على العربة الكثير من أنواع الخضار والفاكهة المختلفة، ويقوم ببيعها للمنازل بالإضافة إلى الحطب وأشياء ولوازم أخرى، عمل صابر وحصانه في هذه المهنة لوقت طويل، وبعد مرور العديد من السنوات بدأ صابر يشعر بأنّ حصانه قد أصبح هزيلاً ولا يقوى على حمل العربة.
فكّر صابر بشراء حصان جديد؛ فحصانه قد أصبح عجوزاً، ولن يقوى على جر العربة لجميع المنازل بيوم واحد، وخاف أن يقلّ مكسبه، وبالفعل اشترى صابر حصاناً صغيراً وأخذه معه إلى المنزل، ولكن منزل صابر كان صغيراً فلم يتسّع لحصانين؛ لذلك دفع صابر حصانه العجوز للخارج، وطلب منه أن يتجوّل ويمشي ليبحث عن طعامه وشرابه.
في تلك القرية كان هناك حاكم عادل قد وضع حبلاً على باب قصره؛ كي يستطيع أي شخص يريد أن يشتكي من أمر ما أن يقوم بسحب هذا الحبل، ومن ثم يسمع الملك الجرس فيسمح له بالدخول، وفي يوم من الأيام طلب الحاكم من حارسه استبدال الحبل لأنّه صار قصيراً، وعندما ذهب الحارس كي يقوم بقياس طوله قام بشدّه وانقطع منه، وبينما هو كذلك إذ رأى عربة صابر من بعيد.
ناداه الحارس وطلب منه شراء الحبل، ولكن صابر أخبره أنّه لا يحمل حبالاً وسوف يحضر له واحد يوم غد، شعر الحارس بالقلق والخوف من الحاكم؛ لأنّه لم يحصل على حبل، وحاول أن يصنع حبلاً بنفسه من غصون الأشجار لحين أن يحضر له صابر حبلاً جديداً في اليوم التالي.
بينما كان حصان صابر العجوز يسير بحثاً عن طعام، وجد الحبل المصنوع من غصون الأشجار ولم يكن يعلم ما هو، ومن شدّة جوعه قام بأكله فرن الجرس، سمع الحاكم صوت الجرس وعندما خرج ليرى وجد حصان صابر، تعجّب من وجوده وطلب بإحضار صابر لديه على الفور.
عندما سمع الحاكم بقصّة هذا الحصان المسكين، وكيف قام صابر بطرده بدأ بتوبيخه ولومه وقال له: لماذا قمت بطرد حصانك، هل نسيت فضله عليك طوال السنوات الماضية، هل ترضى أن يطردك الناس ويعاملونك هذه المعاملة القاسية؟ قرّر الحاكم أن يجعل الحصان يعيش في قصره يأكل ويشرب ولا يفعل شيئاً، وشعر صابر بالخجل من فعلته ونصحه الحاكم بأن يكون أكثر إحساناً لمن أحسن إليه.