يجب علينا تعليم أطفالنا أهميّة التفكير قبل اتّخاذ أي قرار من القرارات، وأن يلجؤوا دائماً لسماع رأي الأكبر منهم وخاصّةً لكلام الوالدين، سنحكي في قصة اليوم عن حمار عنيد، كان يفكّر في تنفيذ خطوة جنونية ستسبّب له الأذى، وعلى الرغم من نصح صاحبه وتحذيره من خطورة ما يفعل، إلّا أنّه كان يريد تنفيذ فكرته، ولكنّه عندما قام بتنفيذها تفاجئ بالنهاية المؤلمة.
قصة صاحب الحمار
كان هنالك حمار عنيد ولا يحب أن يستمع لكلام أحد، وفي يوم من الأيام كان هذا الحمار يسير مع صاحبه حتّى وصلا إلى قمّة أحد الوديان، فنظر الحمار من الأعلى واكتشف أن طريق نزول هذا الوادي صعبة جدّاً؛ حيث أنّها مليئة بالعثرات والحفر، بالإضافة إلى أنّها طريق ضيّقة وليست آمنة، فقال في نفسه: لماذا أسبّب التعب والمشقّة لنفسي وأظلّ أسير خطوة بخطوة، من الأفضل أن أقفز مرّةً واحدة، وها هو الطعام والشراب ينتظرني في الأسفل.
وقف الحمار على الحافّة وصار يفكّر بالقفز من الأعلى اختصاراً للوقت، ولأنّه يشعر بجوع شديد، ولم يفكّر ماذا سيحدث له إن قفز هذه المسافة الكبيرة، انتبه صاحب الحمار أنّ حماره على وشك القفز؛ فاقترب منه وحاول أن يمسكه من خلال ذيله ويمنعه من القفز، ولكنّ هذا الحمار العنيد كان مصرّاً على القفز فصار يشدّ بجسده حتّى كاد صاحبه يقع معه من أعلى الوادي.
لم يكن يعرف صاحب الحمار ماذا سيفعل مع حماره؛ فقال له: انتبه أيّها الحمار سوف تسبّب لنفسك الضرر والأذى يجب عليك أن تمشي بجانبي، ولكنّ الحمار كان مصرّاً على القفز ولم يستمع لكلام صاحبه وظلّ يجرّ بنفسه، عندما رآه صاحبه هكذا قال له: أيّها الحمار العنيد سوف أدعك تقفز لترى ماذا سيحدث لك.
عندما أفلت الرجل ذيل الحمار وقفز، سقط على الأرض وصار يصرخ من شدّة الألم؛ لأنّ جسده تحطّم وعظامة تكسّرت، نظر له صاحبه وقال: هل وصلت بسرعة هكذا؟ هل تستطيع الأكل والشرب! شعر الحمار بالندم الشديد لعدم سماعه لكلام صاحبه، وقرّر ان يفكّر قبل اتخّاذ أي قرار في المرّات القادمة.