من أكثر الصفات التي يتصف بها الشخص وتساعده بالنجاة من المخاطر والمواقف الحرجة هي صفة الذكاء، وكانت هذه هي صفة الرجل الذي كان يكيد له الحاكم المكائد للتخلّص منه؛ وهذا لشعوره بالغيرة الشديدة لشدّة ذكائه، ولكن كان هذا الرجل صاحب الذكاء ينجو في كل مرّة، وما كان يساعده هو ذكائه الشديد.
قصة صاحب الذكاء
في إحدى القرى البعيدة يعيش رجل اسمه أبو فراس صاحب الذكاء، وكان هذا الرجل معروف بشدّة ذكائه ودهائه لدى الجميع، سمع به حاكم القرية وشعر بالفضول للتعرّف على هذا الشخص، ومع كثرة حديث الناس عن نباهته شعر حاكم القرية أنّه شديد الغيرة تجاهه؛ وهذا لأنّه أصبح معروفاً ومحبوباً لدى الناس أكثر منه.
ولشدّة غيرة حاكم القرية من هذا الرجل كان يفكّر كثيراً في عمل حيل للتخلّص منه، ولكن أبو فراس كان رجل نبيه وذكي، وكان يعرف دائماً كيف يخلّص نفسه من أي مكيدة قد دبّرها له هذا الحاكم، وفي يوم من الأيام قرّر حاكم القرية أن يقوم بعمل مكيدة كبيرة لهذا الرجل؛ فقام بعمل وليمة للعشاء، ودعا لتلك الوليمة مجموعة من الرجال من حاشيته ومعهم أبو فراس، وأعطاهم بيضة وطلب منهم أن يجلسوا فوقها، وأخبرهم بإخفاء الأمر عن أبو فراس.
حضر الجميع لوليمة العشاء، ووضعوا تحتهم البيضة كما طلب حاكم القرية، وبعد الانتهاء من العشاء وقف حاكم القرية وقال بصوت عالي: أمّا الآن فأنا قد قرّرت أن أطلب منكم الوقوف، وسأحكم على الرجل الذي لا يجلس على بيضة بالإعدام شنقاً حتى الموت، وقف الجميع وكان يوجد أسفلهم بيضة ما عدا أبو فراس.
فرح الحاكم وقال له: أنت هو الرجل الذي سوف يعدم، ولكن أبو فراس صار يقول: كوكو كوكو كوكو، تفاجأ الجميع منه وقال لهم: بما أن جميع الدجاجات هنا قد وضعت البيض؛ إذاً فانا هو الديك الوحيد بينهم، وأنا لا أضع البيض، وبذلك نجا أبو فراس من مكيدة الحاكم الكبيرة لشدّة ذكائه ودهائه، وشعر وقتها الحاكم أنّه يريد أن يستسلم لأنّه لم يستطع أن ينال منه.