أحياناً تخلق لنا العوائق فرصاً جديدة، سنحكي اليوم عن ملك ذكي قام بعمل اختبار لشَعبه، وضع لهم صخرة في الطريق ليكتشف من سيقوم بإزالتها، قام بذلك العمل شخص من الفقراء ففرح به الملك كثيراً وأصبح من أصدقائه المقربين.
قصة صخرة على الطريق
كان هنالك ملك يعيش في مملكته الكبيرة، كان يحب شعبه ويعتني بهم؛ حيث كان يلبّي طلب المحتاج ويسعى لكي يسعدهم، وكأن الشعب في زمنه أسرة واحدة، ومع ذلك كان يصل الملك بعض الشكاوى ممّن حوله ومن المقربّين، وكان يشعر بالاستغراب من ذلك؛ فهل حقّاً شعبه ليس سعيداً كما يظن هو.
قرّر الملك في يوم من الأيام أن يقوم باستجواب شعبه ويسألهم عن سبب عدم ارتياحهم وعدم سعادتهم، جاب الملك كل المدن مدينة تلو الأخرى، وقابل أغلب سكّانها ولكنّه لم يستقبل أي شكوى من أي أحد، ووجد أن شعبه سعيد، فرح بذلك كثيراً ولكن لا زال بعض الشك ينتابه؛ لذلك قرّر أن يقوم بعمل اختبار لهم.
كانت الفكرة أن يضع صخرة كبيرة كعائق في منتصف الطريق؛ فوضعها الجنود كما أمرهم الملك، واختبأوا خلف شجرة ليراقبوا ماذا سيحدث، بدأ الناس يمرّون فوقها؛ فكان الأغنياء وأثرياء البلدة يمرون عنها دون أن يفعلون شيئاً، كان كذلك البعض من حاشية الملك يمرّون فوقها دون فعل أي شيء.
كانوا يومئون بأيديهم بأن الملك لا يهتم بالطرق والشوارع ويكتفون بذلك، تفاجأ الملك بذلك واعتقد أنّهم من الرجال المخلصين، وفجأةً مرّ عن هذه الصخرة رجل فقير يبيع الفاكهة، وعندما وجد هذه الصخرة التي تشكّل عائقاً للكثيرين وضع ما بيده جانباً وحاول أن يحركّها.
أحضر عصا كبيرة وحاول مراراً وتكراراً أن يقوم بإزاحتها حتّى استطاع ذلك بنهاية الأمر، وتفاجأ بعدما أزاحها أن هنالك شيء ما أسفلها، عندما اقترب وجد حقيبة ولكن هو لا يعلم ما بداخلها، قام بفتحها فوجد بداخلها رسالة مكتوب بها: هذه الحقيبة هي مكافأة لكل من يزيل هذه الصخرة عن الطريق وكانت ألف قطعة ذهبية، فرح بائع الفاكهة بذلك كثيراً، وشعر أن الله جازاه خير الجزاء لفعله الطيب.
قام الملك بدعوة هذا الرجل الطيب وطلب منه أن يصبح صديقاً مقرّباً له، وتخلّص من حاشيته التي كان يظن أنهم من الرجال المخلصين، ولكن تبيّن أنهم منافقون ولا يصلحون لأن يكونوا أصدقاء الملك المقربين.