قصة صديقتي سمر

اقرأ في هذا المقال


يجب أن نعلّم أطفالنا عدم الاستهزاء بأي شخص مهما كانت حاله أو ظروفه، هذا ما علّمته والدة سرى لابنتها، التي كانت على وشك أن تخسر صديقتها، ولكن عندما نصحتها أمّها بعدم الظلم ومحاولة الإصلاح و البعد عن الاستهزاء، استطاعت سرى أن تصلح بين صديقاتها ولم تخسرهما.

قصة صديقتي سمر

في يوم من الأيام كانت والدة سرى وآدم تعدّ لهما طعام الغداء ريثما يعودوا من المدرسة، وعند عودتهم من المدرسة دخلت سرى وحيّت والدتها، ومن ثم جلست مع أخاها لتتناول طعام الغداء، وذهبت بعد الغداء مباشرةً لغرفتها كي تقوم بتبديل ملابسها، شعرت والدة سرى بأنّها تبدو حزينة، ولم تبادر بأي كلام عن يومها المدرسي كما اعتادت أن تفعل كل يوم.

ذهبت الأم لغرفة ابنتها سرى على الفور، وبدأت تسأل: ما بكِ يا ابنتي العزيزة، تبدين حزينة اليوم على غير عادتك، قالت لها سرى: لقد تشاجرت صديقتاي سمر وأروى هذا اليوم، فقالت لها أمّها: ولماذا أنتِ حزينة بهذا الشجار؟ قالت لها سرى: لأنّ صديقتي سمر طلبت مني أن أخاصم صديقتي أروى لاقف في صفّها، ولكن أروى لم تفعل أي شيء سيء لي وانا لا أريد مخاصمتها.

قالت لها أمّها: أحسنتِ يا ابنتي؛ فلا يجوز لنا أن نسبّب الحزن لأي شخص مهما كان، خاصّةً إن كان هذا الشخص لم يبادر بأي إساءة، قالت سرى لأمّها: ولكن يا أمّي صديقتي سمر رفضت أن تلعب معي لأنّني لم أنفّذ ما طلبته مني، وأنا حزينة لأن سمر صديقتي المقرّبة جدّاً.

نظرت الأم لابنتها وقالت لها: يا ابنتي أنتِ محقّة فيما فعلتي؛ فلا يجوز لنا أن نظلم أي شخص لو وقف العالم كلّه ضدّنا؛ فمن يظلم شخص سيعود له ظلمه هذا في يوم من الأيام، قالت سرى لأمّها: إذاً ماذا أفعل يا أمّي؟ قالت لها: سأنصحك بماذا تفعلين غداً، اذهبي لأروى واسأليها عن سبب الخلاف، وقومي بمحاولة الإصلاح فيما بينهم.

أعجبت سرى بالفكرة كثيراً، وفي اليوم التالي ذهبت سرى لصديقتها أروى وسألتها عن سبب الخلاف فقالت: إن سمر تقول بأنّني لدي بعض البقع في وجهي، وهي تخاف أن أكون مصابة بمرض وأعديها، ذهبت سرى لسمر وقالت لها: لقد قمتِ بفعل خاطئ يا سمر؛ فأروى صديقتنا منذ العام الماضي، وإن كانت مصابة بمرض معيّن، فكانت سوف تعدينا جميعنا.

نظرت سمر بخجل لصديقتها سرى وقالت: وماذا أفعل الآن؟ قالت لها سرى: إنّ هذا الشيء هو استهزاء بخلق الله، ولا يجب علينا أن نستهزئ بأي أحد، كي لا يأتي يوم ويبتلينا الله بشيء مثله، شعرت وقتها سمر بالندم ، وقرّرت أن تعتذر من أروى.

وبذلك ساهمت سمر بالإصلاح، كما أنّها لم تظلم أحد ولم تخسر أي صديقة من صديقاتها، عندما عادت سرى وأخبرت أمّها بما حدث؛ فرحت أمّها بها كثيراً، وعادت سرى كما كانت، وصارت تروي لأمّها ما يحدث معها كل يوم، وكانت فخورة بما صنعت مع صديقاتها أروى وسمر.

المصدر: قصص الاطفال/مقهى الكتب/2019قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: