يحب الأطفال سماع القصص التي تعطيهم المعلومات المفيدة حول الحياة، سنحكي في قصة اليوم بعض الأحداث الخيالية التي تحكي عن حوار قصير بين سمر والقمر، تدرك سمر من خلاله أهمية القمر ووجوده في السماء بعد أن كانت تخاف منه.
قصة سمر والقمر
سمر فتاة جميلة ومهذّبة، في ذات ليلة كانت تجلس بجانب نافذة شرفتها وتتأمّل السماء الجميلة، وفجأةً شعرت سمر وكأنّها رأت شيء غريب يقترب منها، شعرت سمر في ذلك الوقت بالخوف؛ فشعرت أنّ هذا الشيء يقترب منها هي بالتحديد، وعندما أمعنت النظر كان هذا الشيء هو القمر.
فجأةً سمعت سمر صوت القمر وكأنّه يتحدّث معها وقال: ما بكِ يا سمر لماذا تحافين مني أنا القمر؟ شعرت سمر وقتها بالخوف أكثر، وبدلاً من أن تردّ عليه دخلت غرفتها وأغلقت النافذة والشرفة أيضاً، جلست قمر ونبضات قلبها تدقّ بسرعة من شدّة الخوف الذي شعرت به، ولكنّها بعد قليل نظرت إلى شرفها فوجدت ظلّ القمر وبدا عليه وكأنّه حزين.
في ذلك الوقت أسرعت سمر لوالدتها وأخبرتها بما حدث معها، ضحكت الأم ممّا سمعته من ابنتها البريئة، ثم نظرت لها وقالت: عودي يا ابنتي لغرفتكِ وافتحي نافذتكِ وتحدّثي إلى القمر كي لا يبقى حزيناً، ولكن سمر كانت خائفة ورفضت ان تحدّث القمر، بل إنّها نامت وصارت تدعو الله أن لا يظهر القمر في السماء مرّةً أخرى، لأنّها لا تحبّه.
نامت سمر وحلمت في تلك الليلة أن السماء حالكة ولا يوجد بها أي شيء يضيئها، استيقظت سمر فزعة من هذا الحلم، وأسرعت لوالدتها وأخبرتها بما شاهدت في حلمها، فقالت لها والدتها: هل رأيتِ يا ابنتي؛ فإنّ القمر حزن بسببكِ وقرّر أن يذهب ولا يعود ليضيء السماء مرّةً أخرى.
فكّرت سمر وأدركت أنّها كانت مخطئة بشأن كرهها للقمر؛ فهو شيء أساسي في الحياة، ونوره مهم لإضاءة السماء، لذلك قرّرت أن تفعل أي شيء لتعتذر من القمر، قامت أوّلاً برسم لوحة فنية للسماء وهي مزيّنة بالنجوم والقمر، ووضعتها على جدار غرفتها، وانتظرت في المساء قدوم القمر.
وعندما جاء القمر في الليل وأضاء السماء بنوره، اعتذرت منه سمر وقبل القمر اعتذارها، ومنذ ذلك الوقت صارت سمر والقمر من أفضل الأصدقاء.