قصة عازف العود

اقرأ في هذا المقال


قصة عازف العود أو (The Lute Player) هي حكاية شعبية روسية من الحكايات الروسية الكلاسيكية المتوفرة باللغة الإنجليزية، تتحدث عن شخصيات حكايات خرافية عالمية.

الشخصيات:

  • الملكة.
  • الملك زوج الملكة.
  • الملك الوثني.

قصة عازف العود:

ذات مرة كان هناك ملك وملكة يعيشان معًا في سعادة وراحة، كانوا مغرمين جدًا ببعضهم البعض ولم يكن لديهم ما يقلقهم، لكن في يوم من الأيام شعر الملك بالقلق حيث كان يتوق للسفر إلى العالم، ليجرب قوته في المعركة ضد بعض الأعداء ويفوز بكل أنواع الشرف والمجد، لذلك جمع جيشه معًا وأصدر أوامره بالبدء في الحرب ضد بلد بعيد.

حيث حكم هذا البلد ملك وثني أساء معاملة شعبه وعذب كل شخص يمكنه أن يقع بين يديه، ثم أعطى الملك أوامره ونصائحه الحكيمة لوزرائه، وأخذ إذناً من زوجته وانطلق مع جيشه عبر البحار، ووصل أخيرًا إلى بلاد الملك الوثني وسار فيها، وهزم كل من جاء في طريقه لكن هذا لم يدم طويلاً، فقد وصل في الوقت المناسب إلى ممر جبلي حيث كان ينتظره جيش كبير، وقام بطرد جنوده وأخذوا الملك نفسه أسيراً.

تم نقله إلى السجن حيث احتجز الملك الوثني أسراه، وبدأ الملك المسكين يمر بوقت عصيب بالفعل وطوال الليل كان السجناء مقيدون بالسلاسل، وفي الصباح كانوا مقيدين مثل الثيران وكان عليهم أن يحرثوا الأرض حتى يحل الظلام، استمرت هذه الحالة لمدة ثلاث سنوات قبل أن يجد الملك أي وسيلة لإرسال أخبار عن نفسه إلى ملكته العزيزة، وحاول أخيرًا إرسال هذه الرسالة.

كتب فيها: قومي ببيع كل قلاعنا وقصورنا، وضعي كل كنوزنا بتجهيز جيش، وتعالي وانقذيني من هذا السجن الرهيب، وعندما تلقت الملكة الرسالة وقرأتها بكت بمرارة وهي تقول لنفسها: كيف أنقذ زوجي العزيز؟ إذا ذهبت بنفسي ورآني الملك الوثني فسوف يأخذني لأكون واحدة من زوجاته، وإذا كنت سأرسل أحد الوزراء، لكنني بالكاد لا أعرف ما إذا كان بإمكاني الاعتماد عليهم.

فكرت وفكرت وفي النهاية جاءت فكرة في رأسها حيث قصت شعرها البني الطويل الجميل وارتدت ملابس صبي، ثمّ أخذت عودها وخرجت إلى العالم الواسع دون أن تقول شيئًا لأحد، سافرت عبر العديد من البلدان ورأت العديد من المدن، وواجهت العديد من المصاعب قبل أن تصل إلى المدينة التي عاش فيها الملك الوثني، وعندما وصلت إلى هناك دارت حول القصر وفي الخلف رأت السجن.

ثمّ ذهبت إلى الساحة الكبيرة أمام القصر، وأخذت العود في يدها وبدأت في العزف بشكل جميل لدرجة أن من حولها شعر كما لو أنه لا يريدها أن تتوقف عن هذا العزف الرائع، وبعد أن عزفت لبعض الوقت بدأت تغني، وكانت تقول: لقد جئت من بلدي بعيدًا إلى هذه الأرض الأجنبية ومن بين كل ما أملك، آخذ العود الحلو في يدي، من سيشكرني على أغنيتي ويكافئني؟

لا يزال علي أن أنهض لتحييك يومًا بعد يوم، كم أعاني ألم الفراق القاسي، من شوق الأسير الحزين داخل جدار سجنه، من القلوب التي تتنهد عندما لا يقترب أحد من الاستجابة لندائهم، أغنيتي تتوسل من أجل تحريرك، وبينما أعزف في مكاني، أبقى بالقرب من بابك، وإذا سمعت غنائي داخل قصرك يا مولاي، أعطني رغبة قلبي.

ما إن سمع الملك الوثني هذه الأغنية المؤثرة بصوت جميل حتّى طلب إحضارها أمامه، وقال: يا عازف العود، من أي بلد أنت؟ فقالت له: بلدي يا مولى بعيد عبر العديد من البحار، وكنت لسنوات أتجول في العالم وأكسب رزقي من موسيقاي، فقال الملك: ابق هنا بعد ذلك بضعة أيام، وعندما ترغب في المغادرة سأقدم لك ما تطلبه في أغنيتك رغبة قلبك.

لذلك بقيت الملكة في القصر وغنت وعزفت طوال اليوم تقريبًا للملك الذي لم يمل أبدًا من الاستماع وكاد ينسى أن يأكل أو يشرب أو يعذب الناس، لم يهتم بشيء سوى الموسيقى، وكان دائماً يقول: هذا العزف والغناء إنّه يجعلني أشعر كما لو أن يداً لطيفة رفعت عني كل رعاية وحزن، وبعد ثلاثة أيام جاءت الملكة لتأخذ إجازة من الملك.

قال الملك: حسنا، ما الذي تريده كمكافأة لك؟ فقالت: سيدي أعطني أحد سجناءك، لديك الكثير في سجنك ويجب أن أكون سعيدًا برفيق في رحلاتي وعندما أسمع صوته السعيد وأنا أسافر سأفكر فيك وأشكرك، قال الملك: تعال إذاً اختر من تريد وأخذ الملكة عبر السجن بنفسه، سارت الملكة بين السجناء وأخرجت زوجها مطولاً وأخذته معها في رحلتها.

لقد سارا في طريقهما طويلاً، لكنّه لم يكتشف من هي قط وقادته أقرب وأقرب إلى بلده، وعندما وصلوا إلى الحدود قال الملك: دعني أذهب الآن أيها الفتى الطيب، أنا لست سجينًا عاديًا لكنّي ملك هذا البلد، اسمح لي أن أطلق سراحك واسأل عما تريده كمكافأة لك، أجاب عازف العود: لا تتحدث عن المكافأة اذهب بسلام فقال الملك: تعال معي أيها الفتى العزيز وكن ضيفي.

فردت الملكة: عندما يحين الوقت المناسب سأكون في قصرك وهكذا افترقا وسلكت الملكة طريقًا قصيرًا إلى المنزل، ووصلت هناك قبل الملك وغيرت لباسها، وبعد ساعة كان كل الناس في القصر يركضون جيئة وذهاباً ويصرخون: لقد عاد ملكنا، لقد عاد ملكنا إلينا، استقبل الملك الجميع بلطف شديد، لكنّه لم يطلب رؤية الملكة.

ثم دعا مجلسه ووزرائه وقال لهم: انظروا أي نوع من الزوجة لدي، ها هي تأتي تعانقني وعندما كنت أتألم في السجن وأرسلت رسالة لها، لم تفعل شيئًا لمساعدتي، وأجاب مجلسه بصوت واحد: يا سيدي، عندما وصلتك الأخبار اختفت الملكة ولم يعرف أحد إلى أين ذهبت لقد عادت فقط اليوم، فغضب الملك جداً وصرخ: احكم على زوجتي أن لا ترى الملك مرة أخرى أبدًا.

لقد أنقذني عازف عود شاب الذي سوف أتذكره بحب وامتنان ما دمت على قيد الحياة، وبينما كان الملك يجلس مع مجلسه، وجدت الملكة وقتًا للتنكر، وأخذت عودها ونزلت إلى الساحة أمام القصر وغنت بوضوح وصوت حلو نفس الأغنية التي غنتها في بلد الملك الوثني، وبمجرد أن سمع الملك هذه الأغنية ركض للقاء عازف العود وأمسكه من يده وقاده إلى القصر.

صرخ قائلاً: هنا هو الصبي الذي أفرج عني من سجني، والآن يا صديقي الحقيقي سأعطيك حقًا رغبة قلبك، فقالت الملكة: أنا متأكد من أنك لن تكون أقل كرمًا مما كان عليه الملك الوثني يا مولاي، لكن هذه المرة لا أقصد التخلي عما أحصل عليه، أريدك أنت نفسك فقط وأثناء حديثها نزعت عباءتها الطويلة ورأى الجميع أنّها الملكة، وكانت فرحة الملك كبيرة، وأقام وليمة عظيمة، وابتهج الجميع معه لمدة أسبوع كامل.


شارك المقالة: