يجب علينا تعليم أطفالنا ما هي عواقب السرقة لأنّها تصرّف خاطئ ويُعاقَب عليها فاعلها في الإسلام، سنحكي في قصة اليوم عن عنكبوت كسول كان يسرق من مزرعة جاره الجوز، وعندما اكتشفه أحد الأشخاص أمضى حياته في الظلام لكي لا يراه أحد بسبب فعلته.
قصة عنكبوت الظلام
كان هناك عنكبوت يسكن مع زوجته في منزل واحد، كان هذا العنكبوت يتصّف بالكسل؛ حيث كان يستيقظ بوقت متأخّر من اليوم، وعندما يستيقظ يأتي لزوجته ويطلب منها أن تعد له وجبة الإفطار ثم يتجّه للمزرعة، وعندما تسأله زوجته: إلى أين تريد الذهاب؟ فيرد قائلاً: إلى المزرعة، ولكنّه لا يذهب إليها في حقيقة الأمر، بل يذهب لمكان آخر ويجلس تحت شجرة من الأشجار لساعات طويلة.
كانت دائماً زوجته تشعر بأن هنالك شيء غريب في تأخّر زوجها العنكبوت، وتتساءل ماذا يفعل كل هذا الوقت! كان كلّما يعود من المزرعة تسأله زوجته: ماذا فعلت اليوم؟ فيرد عليها ويقول: لم أفعل شيء، فتقول له: هل تريد مني أن آتي وأساعدك في العمل؟ فيرد: لا لا زال هنالك وقت، وكان هذا جوابه لأيّ شخص يعرض عليه المساعدة.
كان من حوله يسألونه دائماً متى تريد أن تبدأ بالعمل فيرد: عندما أحتاج للمساعدة فلن أتوانى بإخباركم، وفي يوم من الأيام قال العنكبوت لزوجته: غداً سوف أذهب وأبدأ العمل بالمزرعة، فرحت زوجته كثيراً وقالت له: وماذا تريد أن تزرع؟ قال لها: سأبدأ بزراعة المكسرات وأريد منك النزول إلى السوق لشراء كيس منه.
نزلت الزوجة إلى السوق وهي تشعر بحماس وسعادة وفرحة وقامت بشراء كيس كبير من المكسرات، وعندما عادت أعطته لزوجها؛ فأخذه وذهب به إلى المزرعة ولكنّه لم يزرعه بل قام بأكله حبة تلو الآخرى، حتّى شعر بالشبع ووصل إلى نفس الشجرة ونام تحتها.
عاد الزوج في هذا اليوم للمنزل، وكان يتظاهر بشدة التعب لأنّه أمضى يومه بالعمل الشاق، وطلب من زوجته أن تعد له طعام العشاء لأنّه كان جائعاً ويشعر بالنعس والتعب وقال لها: نحن الرجال نمضي يومنا بالعمل أمّا أنتم النساء فلا تفعلن شيئاً إلا طهي الطعام، وكان هذا العنكبوت المحتال يذهب كل يوم إلى نفس المكان ويقوم بأكل المكسرات حتى يشعر بالشبع، وبنام تحت الشجرة ويعود للمنزل.
مضى وقت طويل على تصرفّات هذا العنكبوت حتّى جاء وقت الحصاد؛ فكانت العناكب تحضر محاصيل المكسرات من مزارعها، أمّا العنكبوت فلم يحضر شيئاً، شعرت زوجته بالاستغراب؛ لذلك فسألت زوجها: لقد حصدت العناكب محصول المكسرات فلماذا لم تحضر لنا شيئاً؟ رد عليها العنكبوت وقال: لا عليك أنتِ يجب أن تحضري لي كيس المكسرات وأنا سوف أحضر لكِ المحاصيل بغضون أيام قليلة.
مرّت أيام كثيرة ولا زال العنكبوت لا يحضر شيئاً، وزوجته تسأل في كل يوم متى ستحضر المكسرات فجميع المزارع حصدت محاصيلها، شعر العنكبوت بالملل من أسئلة زوجته وقرّر أن يحضر لها بعض المكسرات؛ فجلس وبدأ يفكّر كيف سيفعل ذلك وهو لا يملك مزرعة بالأصل ولا يملك محصول، فكّر العنكبوت أن يقوم بسرقة مزرعة جاره.
قرّر الذهاب إليها بالليل؛ فذهب وتسلّل لداخل المزرعة فوجدها مليئة بأشجار الجوز، فقام بقطف الجوز وملأ الكيس الذي كان يخفيه بجيبه، وعاد إلى المنزل وأخفاه في مكان ما دون علم زوجته وقال لها: غداً عليكِ أن تعدّي لي وجبة كبيرة من الطعام فسأحضر لكِ المحصول وسأكون متعباً، فرحت الزوجة وقالت له: لا تقلق يا عزيزي.
عاد في نفس اليوم وأعطاها كيس المكسّرات، فأكلت منه وكانت سعيدة بطعمه اللذيذ، وفي اليوم التالي فعل العنكبوت نفس الشيء؛ فقام بسرقة الجوز من مزرعة جاره وعاد بالكيس إلى زوجته، وكرّر ذلك أكثر من مرّة حتّى حاء يوم وعلم بذلك خادم الملك ولاحظ أن هنالك أحد ما يقوم بسرقة الجوز.
قام الخادم بنصب فخ من المطاط أسفل الشجرة ليكتشف اللص، وعندما حل الظلام جاء العنكبوت لسرقة الجوز فرآه الخادم وأمسك به، وعندما أراد الفرار لم يستطع؛ فقد علقت قدميه بالمطاط وشعر بالخوف وتوسّل للخادم بأن يفلته، ولكن الخادم رفض ذلك.
وبقي أسفل الشجرة وقال العنكبوت في نفسه: كم أنا أحمق سيأتي الصبح ويعلم الجميع أنني أنا اللص، منذ ذلك الوقت ظلّ العنكبوت يذهب ويختبئ بالأماكن المظلمة؛ وذلك بسبب خجله من فعلته وظل كذلك، حتّى أن أولاده كانوا مثله وتم تسميتهم بعناكب الظلام.