الغدر من صفات الحيوانات المفترسة، ولكن لا بد أن ينتصر العقل على القوّة، سنحكي في قصة اليوم عن نمر كان يقوم بإيهام الحيوانات بدعوتهم إلى حفلة من أجل التهامهم، ولكن جاء الدب واقترح على الحيوانات بنصب فخ وإيقاف النمر عن سطوته وظلمه، ونجحت الحيوانات بالإيقاع به وبباقي الحيوانات المفترسة.
قصة عيد ميلاد النمر
كان هناك مجموعة من الحيوانات التي تعيش مع بعضها البعض في الغابة، وكان من عادة النمر أن يقوم بحفلة عيد ميلاد سنوي له، وكان يعلن عن هذا الحفل الذئب، وفي يوم من الأيّام صاح الذئب إعلاناً عن عيد ميلاد النمر نمّور، أول من حضر هذا الإعلان هي الغزالة، ثم تبعها الفيل وبعد ذلك جاء الدب ومدّت الزرافة رقبتها حتّى تنضم لهم.
اجتمعت الحيوانات مع بعضها البعض، وبدأ كل منهم يتشاور في الذهاب إلى الحفلة أو لا، قالت الغزالة: أنا لا أريد الذهاب إلى عيد ميلاد النمر؛ فهذا يعني أنّنا سنموت جميعاً، وأضاف الخنزير: نعم أيّتها الغزالة أنتِ محقّة؛ فهم يدعوننا للحفل ثم يقومون بأكلنا، وقال الفيل: هذه الحفلة ستكون لهم أمّا نحن فستكون جنازتنا.
اقترح الدب خطة يقومون بها جميعاً من أجل الانتقام من هذا النمر، فقال لهم: ما رأيكم أن نحضر أكاليل التهنئة للنمر، ولكن نحيطها بالأسلاك، وعندما نصل نقوم بربط فم النمر وعرشه بالسلك؟ أومأ الجميع بالموافقة على هذه الفكرة الرائعة، وقرّروا الذهاب في اليوم التالي إلى الحفل، وكان الجميع يحمل الأكاليل المحاطة بالأسلاك.
عندما دخلوا إلى كهف النمر كان يجلس على عرشه الكبير، والسعادة الكبيرة تبدو عليه بدخول جميع الحيوانات وهم يحملون أكاليل التهنئة بأيديهم، بدأت الحيونات تأتي للنمر وتهنئه بعيد ميلاده، وقام أحد الحيوانات ربط طرف السلك بالعامود الموجود بجانب النمر، وكان يجلس بجانب النمر الذئب والثعلب.
كل حيوان من الحيوانات كان يأتي ويعطي الإكليل للنمر ويربط طرف السلك بالعامود، بعدما انتهوا جميعاً من الحفل حضرت الوليمة وأكل الجميع، بعدها أمر النمر الذئاب التي تحرس الكهف بإغلاق الأبواب، فهمت الحيوانات أنّها لحظة الغدر بهم؛ فقام الفيل بسحق أحد الذئاب تحت قدميه، وركض الجمل على الآخر فطار في الهواء.
غضب النمر ونهض من مكانه لينقض على الحيوانات، ولكن كان عرشه مثبّت بالأسلاك فوقع ولم يستطع أن يتحرّك من مكانه، وكذلك الذئب والثعلب كانت الحيوانات قد نصبت لهم الفخ ذاته، وبعد ذلك لم يعد بوسع النمر أن يأكل الحيوانات.
