يحب الأطفال سماع القصص الخيالية التي تحكي عن السحر، سنحكي في قصة اليوم عن سحر غريب قام بتحويل فتاة جميلة إلى ضفدع سحري؛ السبب هو حب الفتاة الشديد للكرز، ولكن عندما قابل الضفدع أمير البلاد وأخبره بقصّته؛ قرّر مساعدته، وعاد الضفدع لشكل فتاة الكرز الجميلة.
قصة فتاة الكرز
في إحدى القرى القديمة تعيش سيدة مسنّة مع ابنتها في منزل صغير، وبجوارهما تسكن سيدة كانت لديها خبرة في أعمال السحر والسحرة، خاصّةً السحر الأسود، ولدى تلك السيدة حديقة ممتلئة بالكثير من أشجار الكرز، وهي الفاكهة التي تعشقها الفتاة التي تسكن مع أمّها العجوز؛ حيث كانت تعشق تلك الثمرة كثيراً حتى أنّها في بعض الأحيان تتناول الكرز على وجبة الإفطار والغداء والعشاء، ولشدّة حبّها لتلك الثمرة تم أطلق اسم عليها وهو (فتاة الكرز).
كان من عادة تلك الفتاة المحبّة للكرز أن تذهب ليلاً إلى حديقة تلك السيدة؛ حتّى تتناول ما تريد من تلك الثمرة، فهي لم تستطع أن تقاوم تلك الثمرة اللذيذة الطعم، وكانت السيدة صاحبة الحديقة عندما تستيقظ في اليوم التالي وتكتشف أمر تلك الفتاة تغضب بشدّة من فعلتها.
كانت فتاة الكرز جميلة جدّاً، وكان الناس يشبّهون وجهها للشمس لشدّة جماله، بالإضافة إلى أن لديها شعر ناعم طويل تلمع ظفائره كالذهب تحت أشعة الشمس، ولهذا السبب كانت السيدة صاحبة الحديقة تكتم غضبها عند رؤية وجه فتاة الكرز، ولكن تلك الفتاة المحبّة للكرز لم تكن تقاوم حبّها الشديد لاقتطفاه كل يوم.
وفي يوم من الأيام كانت فتاة الكرز تقوم بجمع الكرز وقطفه من أشجار حديقة تلك السيدة كعادتها، وفي هذا اليوم كانت قد جمعت الكثير من الكرز، لذلك غضبت منها السيدة بشدّة وقرّرت في تلك المرّة أن تعاقبها عقاباً شديداً، ظلّت السيدة تفكّر ما هو العقاب الأنسب لتلك الفتاة التي لا تشبع من أكل الكرز؛ فخطر بذهنها أن تقوم بعمل تعويذة سحرية وتقوم بتحويلها إلى ضفدع.
ولأنّ تلك السيدة كان لديها الخبرة الكبيرة بأعمال السحر والسحرة؛ استطاعت أن تقوم بعمل تعويذة سحرية، وقامت بتحويل الفتاة إلى ضفدع قبيح الوجه، ظلّ هذا الضفدع يسير ويقفز في الغابات، وكان ملك البلاد لديه ثلاثة من الأبناء، وهو رجل كبير في السن؛ لذلك كان ضعيف جدّاً وجسده نحيل، وفي يوم من الأيام قام الملك باستدعاء أبناؤه الثلاثة وأخبرهم بأنّه يريد تكليفهم بمهمة كبيرة، ووعدهم بأن يعطي الملك لمن يستطيع القيام بها من بعده.
سأل الأبناء الثلاثة والدهم الملك عن هذه المهمّة، فأخبرهم بأنّه يريد نوع من قماش المخمل، ولكن بشرط أن يستطيع هذا القماش أن يمرّ من أسفل خاتمه بسهولة، سرعان ما ذهب الابن الأكبر والأوسط إلى السوق بحثاً عن أنعم أنواع القماش المخملي، أمّا الابن الأصغر لم يفكّر في الذهاب إلى السوق، وكان يقول في نفسه: أنا لن أجد ما طلبه والدي في السوق، وكيف لقماش من مخمل أن يسير من أسفل خاتم والدي بتلك السهولة، لا بدّ لي من البحث عنه في الغابات.
كان الابن الأصغر يسير في الغابة، وفجأةً شعر بالتعب الشديد وقرّر أن يتوقّف ويجلس بجانب إحدى الأنهار، وبينما هو كذلك إذ شاهد ضفدع قبيح الوجه يقفز من أمامه، قفز هذا الضفدع أمامه وبدأ يتكلّم ويقول: أخبرني أيّها الشاب ماذا تريد، وعن ماذا تبحث، تفاجأ الابن الأصغر كيف لضفدع أن يتحدّث، بالإضافة إلى أنّ صوت هذا الضفدع كان ناعم جدّاً.
أخبرها الابن الأصغر ماذا يريد، فقز الضفدع وغطس تحت الماء وعاد ومعه قطعة القماش وقال: هذا ما تريد، عاد الابن الأصغر إلى القصر، وعندما بدأ الملك يجرّب القطع، كانت القطعة التي أحضرها الابن الأكبر والأوسط ليست جيدة، وعندما جرّب القطعة التي أحضرها الابن الأصغر تفاجأ بأنّها تسير من تحت الخاتم بكل سهولة.
طلب الملك من أبنائه مهمّة أخرى وهي إحضار أجمل الفتيات إلى القصر، ذهب الابن الأكبر والأوسط بحثاً عن أجمل الفتيات، أمّا الابن الأصغر لم يكن يعلم ماذا سيفعل؛ فتذكّر الضفدع وقال في نفسه: سوف أذهب إليه لعلّه يساعدني هذه المرّة أيضاً، وعندما جلس الابن الأصغر مع الضفدع وأخبره بطلب أبيه، قال له الضفدع قصّته، وأخبره بأنّه فتاة جميلة تم تحويله إلى ضفدع من قبل ساحرة تسكن القرية.
عندما علم الابن الأصغر بذلك ذهب وأخبر والده، فقام الملك باستدعاء تلك الساحرة فوراً وطلب منها فك التعويذة وإلّا فسوف يقوم بسجنها، وعندما فعلت ذلك تحوّل الضفدع فجأةً إلى فتاة جميلة جدّاً، تفاجأ الابن الأصغر بجمال فتاة الكرز، وفي هذا الوقت أعلن الملك أن الحكم سيكون للابن الأصغر، بالإضافة إلى أنّه تزوّج فتاة الكرز لشدّة جمالها، وصارت فتاة الكرز تأكل الكرز كما تريد دون الذهاب لحديقة السيدة الساحرة.