قصة فتى المطاط

اقرأ في هذا المقال


الكثير من الأبناء لا يدركون مدى الجهد الذي يبذله الآباء من أجلهم، سنحكي في قصة اليوم عن فتى يعيش مع والدته التي تعمل بجد من أجل قوت يومها، ولكنّه لم يكن يدرك ذلك، أخذته أمّه في مرّة من المرّات إلى مكان عملها، وعندما شاهد عملها الشاق اعتذر منها ووعدها أن يصبح ولداً صالحاً.

قصة فتى المطاط

كان هناك فتى اسمه هاري يعيش مع أمّه التي تعمل في جمع المطاط من أجل أن تجمع قوت يومها، أما والده كان متوفّياً؛ لذلك كان على الأم أن تعمل بجد حتّى تستطيع أن تجد ما تأكله هي وابنها الذي يبلغ من العمر إحدى عشر عاماً.

هاري كان لا يدرك ما هو الجهد الذي تبذله والدته من أجله، وكان دائماً يتذمّر من شدّة الضيق الذي يحيط به، والفقر الذي كان يعيش به مع والدته، خاصًةً أن والدته كانت توصله إلى المدرسة بالدراجة التي كانت تجمع بها المطاط.

كان أصدقائه في المدرسة عندما يرونه مع أمّه ينادونه فتى المطاط، وكان هو ينزعج من تلك التعليقات الساخرة، وفي مرّة من المرّات غضب كثيراً من سخرية أصدقائه فتعارك معهم، وكانت المشاجرة قوية وعنيفة.

عاد هاري إلى المنزل وكانت ملابسه وحقيبته ممزّقة، غضبت والدته عندما رأته هكذا وقالت له: مع من تشاجرت يا بني لماذا فعلت ذلك، هذا سيكلّفني أن أحضر لك ملابس جديدة؟ قال لها: لقد تشاجرت مع صديقي في المدرسة؛ فهو يسخر مني دائماً وينعتني بفتى المطاط.

وقال لها ابنها: أصدقائي جميعهم يأتون إلى المدرسة بسيارات فاخرة إلّا أنا أركب دراجة المطاط، هم يسخرون من كوني فقير ومن أسرة فقيرة، أنا لست كباقي أصدقائي يا أمّي؛ فجميعهم يشترون الألعاب والهدايا، أمّا أنتِ يا أمّي لا تشترين لي شيئاً كباقي أصدقائي.

كان هاري يتحدّث مع والدته وهو يصرخ ويبكي بحرقة، شعرت والدته بالحزن الشديد ونظرت لابنها وقالت له: حسناً يا هاري ماذا تريد مني أن أفعل؟ قال لها: يجب عليك أن تعملي بجهد أكبر كي تجمعين مالاً أكثر وأشتري الملابس والألعاب كباقي الأصدقاء.

فكّرت الأم قليلاً وقالت له: هل تظن أن عملي هو عملاً سهلاً؟ حسناً اتبعني غداً إلى معمل المطاط كي ترى كيف أعمل، وافق ابنها وذهب معها في صباح اليوم التالي، ركب معها الدراجة ومشيت أمّه مسافة طويلة، شعر وقتها هاري أنّه تعب من طول المسافة، بعد ذلك دخلت غابة مليئة بأشجار المطاط وبدأت تعمل بجد.

كانت تربط كيساً في سيقان الأشجار وتنتظر حتى تمتلئ بالمطاط، ثم تقوم بحملها على كتفها وتعود بها إلى الدراجة وتمشي بها لتنقلها إلى حاويات كبيرة، كان هاري يراقب والدته وهي تقوم بهذا العمل الشاق، كانت والدته لا تتوقّف عن العمل ولا تستريح حتّى دقيقة واحدة.

حاول هاري أن يحمل أحد الحاويات ولكنّه لم يستطع ذلك؛ فأدرك أنّ والدته تقوم بعمل شاق، عاد ذلك اليوم مع أمّه وهو يشعر بالندم لما قاله لأمّه وقاما باتهامّها أنّها لا تعمل بجد، اعتذر من والدته كثيراً ووعدها أن يجتهد في دراسته حتى يكبر ويقوم بمساعدتها.


شارك المقالة: