قصة فرحان لا يستسلم

اقرأ في هذا المقال


قوة النجاح تكمن في السعي الجاد وراء تحقيق الأهداف والأماني، ولك لأن طريق النجاح مليء بالعثرات والتحديّات، هذا ما حدث مع فرحان الطالب المتفوّق الذي واجهه ظرف صعب أثناء فترة الامتحانات المدرسية، ولكن بسبب تفوّقه واجتهاده وأهدافه الواضحة وسعيه الجاد، استطاع وبمساعدة شقيقه أن يتغلّب على هذا الظرف الصعب، وأن يبقى من الطلّاب المتفوّقين.

قصة فرحان لا يستسلم

كان هنالك عائلة مكونة من الأب والأم والأبناء مالك وفرحان وسالم، مالك هو طفل يبلغ عشرة أعوام، وهو طفل ودود يحب إخوته كثيراً، أمّا فرحان فهو الأخ الأصغر وكان يمتاز بأنّه يحب اللعب كثيراً، وكان يقضي معظم أوقاته باللعب، وعلى الرغم من ذكاء فرحان الشديد، إلّا أنّه كان لا يحذر جيّداً باللعب.

وكان فرحان قد اعتاد بعد العودة من المدرسة أن يذهب هو وأصدقائه لكي يلعب كرة القدم مع أصدقائه، وفي مرّة من المرّات وبينما كان فرحان يلعب مع أصدقائه كرة القدم كعادته، ذهب إلى الساحة الكبيرة المتواجدة خلف مدرسته، كان فرحان يلعب مع أصدقائه بحماس؛ فتلك اللعبة هي هوايته المفضلّة، ولكن بينما كان يلعب حدث شيء مؤسف؛ حيث كان فرحان يركض نحو الكرة بسرعة كبيرة، وتعثّر أثناء ركضه بحجر صغير ووقع على الأرض.

صار فرحان يصيح من ألم قدمه بشدّة، وبعد ذلك تم اكتشاف أن ساق فرحان قد كُسرت، أسرع أصدقاء فرحان ليخبروا أهله بما حدث، فجاء والده وقام بحمله إلى المشفى القريب، وعندما رآه الطبيب قام بتجبير قدمه، وطلب منه البقاء في المنزل لمدّة شهرين كاملين لحين يلتئم الكسر في قدمه، ولكن فرحان بكى لذلك وأخبر الطبيب إن كان يستطيع أن يذهب إلى المدرسة في وقت الامتحانات النهائية.

كان فرحان من الطلّاب المتفوّقين في الدراسة، وشعر بالحزن لأنّه لم يكن يعلم كيف سيقدّم امتحاناته في المدرسة، ولكن الطبيب أخبر فرحان بأن لا يقلق بشأن دراسته، وأن يحاول أن يهتم بدروسه ويجتهد كعادته، وأن يركّز تفكيره في تلك المرحلة على الاهتمام بساقه وعدم الضغط عليها بأي شكل من الأشكال.

عاد فرحان إلى المنزل وهو يبكي بشدّة بسبب ما حدث له، ولكن شقيقه مالك استقبله وبدأ يربّت على كتفه ويقول: لا تقلق يا أخي؛ فأنا سأبقى بجوارك طوال فترة الامتحانات النهائية، عليك أن تدرس وتجتهد كما كنت تفعل من قبل تماماً، وأنا سوف أساعدك بكل شيء تحتاجه تلك الفترة، عندما سمع فرحان كلام شقيقه شعر بقليل من الاطمئنان، وقرّر أن يهتم بدراسته جيّداً.

كان فرحان يقول لنفسه: طالما كنت أنا الطالب الأول في صفّي، وأنا ولد مجتهد ومتفوّق، وهدفي بالحياة أن أبقى كذلك طوال عمري، لن أجعل أي مشكلة تقف في وجهي، أو أن تسبّب لي التراجع في دروسي، لذلك علي أن أبدأ بالدراسة وأنا بكامل الإيمان بأنّني سأستطيع التفوّق دائماً.

حان موعد الدراسة، وبالفعل بذل فرحان كل ما بوسعه في سبيل لكي يبقى من الطلّاب المتفوّقين، وكان شقيقه مالك بجانبه دائماً؛ فعندما يشعر بالجوع أو العطش كان يحضر له الطعام، وعندما كان يريد الذهاب لأي مكان كان يتكئ على كتف شقيقه ويمشي على قدم واحدة، وكان في كل امتحان يذهب بمساعدة مالك أيضاً.

عندما كان فرحان يخرج من الامتحان، كان دائماً يدعو الله أن لا يضيع له تعبه وجهده؛ فهو بذل كل ما بوسعه في سبيل النجاح، وكان يدعو لشقيقه مالك أيضاً، فهو بقي بجانبه طوال تلك الفترة، ولم يتركه للحظة واحدة، انتهت امتحانات فرحان في المدرسة، وجاء يوم استلام الشهادة المدرسيّة.

ذهب فرحان إلى المدرسة برفقة أخيه مالك ليرى نتيجته، وعندما رأى النتيجة فرح كثيراً؛ حيث كان من المتفوّقين كعادته وكانت علاماته مرتفعة في كل الامتحانات، احتضن فرحان شقيقه مالك وشكره على المجهود الذي بذله معه، وتعلّم أن لا يستسلم لأي ظرف مهما كان صعباً، وأن الشخص عندما تكون أهدافه واضحة ومحدّدة، فإن الصعوبات لا تستطيع إيقافه عن تحقيقها.

وعندما مضت مدّة الشهرين عادت ساق فرحان كما كانت، والتئم الكسر وصار بإمكانه أن يواصل حياته العاديّة، ولكنّه في تلك المرّة تعلّم أن يكون حذراً أكثر في اللعب، وأن لا ينساق وراء رغباته بتلك السرعة.


شارك المقالة: