من أفضل الصفات التي يتصف بها الشخص هي صفة حب العطاء للغير؛ فهي صفة حميدة وتساهم في كسب محبة الجميع، كانت هذه هي صفة سهى في هذه القصة، ولهذا السبب فإن سهى حظيت بمحبّة جميع من حولها، وعلّمت من حولها كيفية تقديم الخير للآخرين.
قصة فطيرة الجبن
سهى فتاة طيبة ولطيفة ومجتهدة، وتحب فعل الخير وتقديم المساعدة لآخرين؛ لهذا السبب تحظى بمحبّة كبيرة ممّن حولها من الناس ، أهلها أو جيرانها وأصدقائها وحتى معلّماتها في المدرسة، كانت سهى تستيقظ كل يوم باكراً تستعد لأداء صلاة الفجر، ومن ثم تتجه إلى المطبخ لتقوم بإعداد فطائر الجبن التي تحبّها، وبعد ذلك تذهب برفقة والدها ليوصلها إلى المدرسة.
وفي يوم من الأيام استيقظت سهى باكراً كما تفعل كل يوم، واتّجهت للمطبخ بعدما ارتدت ملابسها وأدّت صلاتها، وقامت بإعداد فطيرة الجبن التي تحبّها، ووضعت معها قطع من الطماطم والخيار اللذيذ، وذهبت بعد ذلك للمدرسة بحيوية ونشاط، وجلست برفقة صديقاتها لتحدّث معهم عن المذاكرة والدراسة، وعندما دخلت المعلّمة وبدأت الحصة جلست سهى في الحصة بكل تركيز وانتباه.
حان وقت الاستراحة؛ فخرجت سهى مع زميلاتها لتناول الطعام، لاحظت سهى بأن زميلتها سعاد تجلس لوحدها في الاستراحة وتبدو عليها علامات التعب والحزن؛ فاقتربت سهى من زميلتها وسألتها عن سبب جلوسها بمفردها، فردّت عليها زميلتها وقالت: لقد نسيت طعامي في المنزل، وأنا الآن جائعة جدّاً ولا أعلم ماذا سأفعل، وبطني تؤلمني من شدّة الجوع.
وعندما رأت سهى زميلتها بهذا الشكل لم تتردّد في أن تقوم بتقاسم فطيرة الجبن اللذيذة التي كانت معها بينها وبين زميلتها، ولكن سعاد شعرت في بداية الأمر بالإحراج؛ خاصّةً عندما رأت بأن هذه الفطيرة ربمّا لن تكفي لسهى لوحدها، ولكن سهى كانت مصرّة على أن تعطي زميلتها من فطيرة الجبن الشهية.
تقاسمت سعاد مع زميلتها سهى فطيرة الجبن، وشعرت بالفرح لأنّها كانت لذيذة جدّاً، وشكرتها كثيراً، وكانت سهى سعيدة بأنّها أدخلت الفرح والسرور على قلب زميلتها، كما أنّها علّمت زميلاتها درساً عن حب الخير للآخرين.