قصة فوق الأغصان

اقرأ في هذا المقال


من أكثر ما يعاني منه الآباء هو الطفل العنيد الذي لا يطيع الأوامر، سنحكي في قصة اليوم عن فرخ صغير كان لا يمتثل لأوامر أمّه العصفورة كباقي إخوته، حتّى تعرّض لموقف لقنّه درساً عن أهمية إطاعة أوامر أبويه.

قصة فوق الأغصان

فوق غصن من أغصان إحدى الأشجار في الغابة، كان هنالك عصفوران جميلان لونهما أصفر قاما ببناء عش لهما، كانت العصفورة ترقد فوق البيض بكل حنان والعصفور الآخر ينظر لها مع ابتسامته التي لا تفارقه، وكان الغصن سعيداً بهذا العش الذي تم بناءه من قبل هذين العصفورين الرائعين.

كان سبب ابتسامة هذا العصفور هو استعادته لذكريات بنائه العش هو وزوجته؛ حيث تم تبطين هذا العش بالريش الناعم المبلل بعرق هذين العصفورين؛ فشعور الإنجاز بعد عمل شاق هو شعور عظيم، وفي يوم من الأيام تحركّت بيضة من البيض في العش، وفجأةً خرج منها منقار ناعم صغير، وكان هذا هو الفرخ الذي يعلن عن قدومه للطبيعة الخلّابة.

امتلأ العش بزقزقة الفراخ الصغيرة ممّا صنع سعادة هذين العصفورين؛ حيث طار كل منهما في أرجاء المكان إعلاناً عن قدوم فراخهما الصغار لتفتح لهم الحياة ذراعيها، كانت جميع هذه الفراخ تنام تحت أجنحة بعضها البعض ما عدا فرخ واحد، كان لا ينام إلا مادّاً قدميه، وكان لا يأكل كباقي إخوته ممّا يحضره له أبويه بل كان لا يأكل إلّا دودة كبيرة.

بدأ العش يضيق ولكن هذا الفرخ لا يهتم إلّا بنفسه وراحته، ولا يحب أن ينام إلا بعد أن يمد قدميه بالعش، ذهب إخوته في يوم من الأيام لأمهم يشتكون أخاهم المزعج هذا؛ فذهبت له أمّه وقامت بتوبيخه وقالت: يجب عليك أن تكون مهذبّاً مع الآخرين؛ فالإساءة تعود لصاحبها، وإن لم تغيّر طباعك سأحرمك الطعام ليوم كامل.

لم يلقِ هذا الفرخ اهتماماً لكلام أمّه وازدادت أطباعه سوءاً يوماً بعد يوم، وفي يوم من الأيام طلبت الأم من صغارها بتحريك أجنحتهم ليصبحوا أقوياء للطيران، جميعهم قام بما طلبته الأم ما عدا الفرخ المزعج الذي سخر منهم وقال: لن تصبحوا أقوياء مثلي؛ فأنا جسدي مرتاح دائماً.

بدأت العصافير تكبر وتطير وتخرج من العش؛ فشعر أخاهم بالغيرة منهم وأراد الطيران مثلهم والزقزقة واللعب مع الفراشات، وعندما خرج من العش بدأ يطير ولكن جسمه كان ثقيلاً فوقع على الأرض وجرح رأسه وقدمه، أسرع له أبويه لإنقاذه وقاموا باحتضانه بمساعدة إخوته وأعادوه إلى العش.

قامت الأم بتضميد جراح ابنها الذي أصبح لا يرى شيئاً، ندم هذا الفرخ لعدم سماعه لكلام أمّه ولأنانيته، ولكن تفاجأ الجميع أنّه مع مرور الوقت أصبح قوياً وبإمكانه الطيران، وأصبح يطير مع إخوته ويزقزق ويلعب مع الفراشات بسعادة.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص اطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: